شركات أمريكية توقف استثماراتها في الصين نتيجة النزاع التجاري

جمدت نسبة قياسية من الشركات الأمريكية خطط الاستثمار في الصين إثر تدهور العلاقات التجارية بين البلدين في وقت سابق من العام الجاري، بحسب استطلاع حديث.
أقل من نصف الشركات التي شملها استطلاع مجلس الأعمال الأمريكي الصيني بين شهري مارس ومايو قالت إنها تعتزم الاستثمار في الصين خلال عام 2025، انخفاضاً من 80% في العام الماضي، وهو أدنى مستوى مسجل منذ أن بدأ المجلس إجراء الاستطلاع في 2006، بحسب التقرير الصادر أمس، وفق ما أفادت “بلومبرغ”.
تأثير الحرب التجارية
رغم أن الاستطلاع السنوي أُجري قبل الهدوء النسبي في التوترات التجارية بين أمريكا والصين عقب محادثاتهما الثنائية في لندن الشهر الماضي، يعكس هذا التراجع الكبير في الثقة الأثر الضار للحرب التجارية على الاستثمارات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
قال كايل سوليفان، نائب رئيس قسم الخدمات الاستشارية في مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، في إفادة إن الشركات تتبني حالياً “نهج الانتظار والترقب” في “مسعى لاجتياز مرحلة عدم اليقين في السياسات التجارية”.
يشمل الاستطلاع شركات كبيرة متعددة الجنسيات مقرها الولايات المتحدة، ويمثل أكثر من 40% من المشاركين شركات حققت إيرادات لا تقل عن مليار دولار في الصين خلال العام الماضي.
استثمرت الشركات الأمريكية بكثافة في قطاع التصنيع داخل الصين على مدى العقود القليلة الماضية، مستفيدة من تكلفة العمالة المنخفضة نسبياً والمستهلكين الصينيين متزايدي الثراء. لكن الحواجز التجارية المتزايدة وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني دفع الشركات إلى إعادة تقييم وجودها هناك.
الرسوم الانتقامية مصدر قلق
رغم أن الصين لا تزال مركز جذب للتصنيع والابتكار، أشار 75% من المشاركين إلى أن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين هي مصدر القلق الأكبر من حيث التكاليف، نظراً لاعتمادهم في الغالب على مدخلات الإنتاج الآتية من الولايات المتحدة.
نسبة قياسية من الشركات تبلغ 27% قالت إنها نقلت جزءاً من عملياتها خارج الصين، أو تخطط لذلك، وهي النسبة الأعلى منذ 2016 على الأقل.
شهدت العلاقات بين بكين وواشنطن انفراجة بعد اتفاق الجانبين على السماح بتصدير تقنيات مهمة، وهو ما أسهم في انحسار تراجع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي. ومع ذلك، انخفضت الشحنات إلى أميركا 24% في الربع الثاني، مقارنة مع زيادة تتجاوز 6% في صادرات الصين الإجمالية، وفقاً للبيانات الرسمية.
الاستطلاع أعطى لمحة أيضاً عن طرق تعامل الشركات الأمريكية مع الرسوم الجمركية. في حين كان الأسلوب الأكثر شيوعاً هو الحصول على الإمدادات من أسواق بديلة، اتجه نحو ثلث الشركات لإعادة التفاوض على الأسعار مع الموردين، بينما حمّلت نسبة مماثلة التكاليف الإضافية على عملائها.
أبرز النتائج الأخرى:
– أفادت 32% من الشركات بخسارة حصتها السوقية في الصين خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين أعرب نحو 70% عن القلق من خسارة الحصة السوقية خلال السنوات الخمس المقبلة.
– نحو 40% من الشركات قالت إن سياسات الرقابة على الصادرات الأمريكية كان لها تأثير سلبي، مشيرة إلى خسارة في المبيعات وانقطاع العلاقات مع العملاء وتضرر السمعة في السوق الصينية.
– ارتفعت نسبة الشركات التي أبلغت عن تأثرها بفائض الطاقة الإنتاجية إلى 42% خلال العام الماضي، مقارنة مع 25% في العام الماضي.
– أكثر من 80% من المشاركين قالوا إن السياسات الصناعية الصينية تدعم الشركات المحلية التي كانت غير قادرة على المنافسة في السابق، كما أفاد نحو 60% بأن هذه السياسات تجذب العملاء الصينيين إلى المنتجات المحلية.