الهند تعزز محادثاتها مع الولايات المتحدة للاتفاق على صفقة تجارية قبل الأول من أغسطس

الهند تعزز محادثاتها مع الولايات المتحدة للاتفاق على صفقة تجارية قبل الأول من أغسطس

يأمل المسؤولون الهنود في التوصل لاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على رسوم جمركية أدنى مما اتفق عليها مع إندونيسيا، في إطار مساعي نيودلهي الحثيثة للحاق بمهلة الأول من أغسطس، وفق ما أعلنت “بلومبرغ”.

ترمب أعلن يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 19% على الواردات من إندونيسيا، انخفاضاً من 32% لوّح بها سابقاً، كما ستتمكن واشنطن من تصدير سلعها إلى إندونيسيا من دون رسوم. وقال لاحقاً للصحفيين إن الاتفاق مع الهند سيكون “على نفس المنوال”، مضيفاً: “سنحصل على إمكانية الوصول إلى السوق الهندية”.

مساع لامتيازات تنافسية

تسعى نيودلهي للتوصل إلى معدلات رسوم أفضل من المفروضة على إندونيسيا، ومن تلك البالغة 20% التي قال ترمب إنه سيفرضها على فيتنام، بحسب ما أفاد به مسؤولون هنود طلبوا عدم عدم نشر هوياتهم نظراً لسرية المحادثات. وكانت بلومبرغ نيوز أفادت في وقت سابق بأن الجانبين يعملان على اتفاق يتضمن خفض الرسوم المقترحة إلى ما دون 20%، فيما يواصل فريق التفاوض الهندي محادثاته في واشنطن.

قال مسؤولون إن نيودلهي تأمل في التوصل إلى تعريفة تمنحها ميزة تنافسية على نظرائها الإقليميين. حيث ترى الهند أن الولايات المتحدة لا تعتبرها مركزاً لإعادة التصدير كما هو الحال مع فيتنام وغيرها من دول جنوب شرق آسيا، وتشير مسارات التفاوض حتى الآن إلى أن الرسوم التي ستُفرض على وارداتها ستكون أفضل مقارنة بتلك الدول، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين.

ولم ترد وزارة التجارة والصناعة الهندية على طلب للتعليق أُرسل عبر البريد الإلكتروني.

الهند تأمل في رسوم دون 10%

قال سوميا كانتي غوش، كبير الاقتصاديين في “بنك الدولة الهندي”، أكبر المصارف المملوكة للحكومة وعضو المجلس الاستشاري الاقتصادي لرئيس الوزراء، إن فريق التفاوض الهندي يأمل في خفض الرسوم إلى ما دون 10%.

وأضاف: “في المقابل، ستتوقع الولايات المتحدة تنازلات كبيرة لصالح سلعها عندما تقرر دخول السوق الهندية”.

وأوضح أن الهند غير مستعدة لفتح قطاعي الزراعة والألبان، لكنها قد تقدم تنازلات في القطاعات غير الزراعية.

مقايضات مقترحة

اقترحت نيودلهي بالفعل إعفاء السلع الصناعية الأميركية من الرسوم الجمركية إذا اتخذت واشنطن خطوة مماثلة. كما عرضت توسيع نطاق النفاذ إلى سوقها لبعض المنتجات الزراعية الأمريكية، وطرحت أيضاً إمكانية شراء المزيد من طائرات “بوينغ”.

إلى جانب إندونيسيا، أعلن ترمب عن إبرام اتفاقات تجارية مع المملكة المتحدة وفيتنام، فضلاً عن التوصّل إلى هدنة تجارية مع الصين. وقال ترمب إن جاكرتا وافقت على شراء طاقة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار، ومنتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار، إلى جانب طائرات من “بوينغ”.

التطورات الأخيرة تُظهر أن الرسوم الجمركية تتجه نحو نطاق يتراوح بين 15% و20%، وهو المستوى الذي سبق لترمب أن أبدى تفضيله، بحسب براين تان، الاقتصادي في “باركليز” (Barclays) في سنغافورة.

رسائل الرسوم أداة تفاوض

أضاف تان أن الرسائل التي وُجّهت إلى الشركاء التجاريين حتى الآن قد تكون مجرد أداة تفاوضية لإعادتهم إلى طاولة المحادثات بعروض محسّنة لصالح الولايات المتحدة، ما يتيح لإدارة ترمب التوصل إلى “صفقات أفضل”.

ونقلت صحيفة “ذا ستار” (The Star) عن وزير التجارة الماليزي قوله إنه بانتظار الاطلاع على تفاصيل الاتفاق مع إندونيسيا، وإن بلاده لا تزال تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الخاصة بها.

“الأهم أن نضمن أن تكون هذه المفاوضات مفيدة للطرفين… يجب أن تكون رابحة للجميع” على حد قول تنكو زافرول، وزير الاستثمار والتجارة والصناعة، بحسب الصحيفة.