“أنيس”: صندوق النقد يصر على إنهاء عملية التخارج الحكومي قبل المراجعة الخامسة

“أنيس”: صندوق النقد يصر على إنهاء عملية التخارج الحكومي قبل المراجعة الخامسة

قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن صدور تقرير المراجعة الرابعة من صندوق النقد الدولي بشأن برنامج مصر الإصلاحي جاء متأخرًا، وهو ما يعكس وجود تريث من جانب الصندوق لحين تقييم ما تم إنجازه من التزامات خلال الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بسعر الصرف والتخارج الحكومي، بالتزامن مع تأجيل المراجعة الخامسة والسادسة من برنامج القرض.

وأوضح “أنيس” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن التقرير تضمن إشادة واضحة بجهود الحكومة في تنفيذ خطوات الإصلاح الاقتصادي، مشيرًا إلى أن التقرير ركز على ثلاث نقاط أساسية، أولها، ملف سعر الصرف، حيث أقر الصندوق بوجود نظام صرف مرن، لكنه أبدى ملاحظة بأن حركة سعر الصرف لا تزال تسير في نطاق ضيق، واعتبر “أنيس” أن ذلك لا يمثل مصدر قلق في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن السعر الحالي للدولار يعكس القيمة العادلة للجنيه المصري.

وأضاف أن النقطة الثانية تتعلق بالودائع الخليجية لدى البنك المركزي المصري، والتي تبلغ نحو 18 مليار دولار، مؤكدًا أنها ليست مرتبطة بشكل مباشر ببرنامج صندوق النقد، بل كانت موجودة قبل انطلاق البرنامج الأول مع الصندوق، موضحًا أن العمل على تحويل جزء من هذه الودائع إلى استثمارات مباشرة كما حدث في صفقة “رأس الحكمة” التي تم فيها تحويل 11 مليار دولار يعد تطورًا إيجابيًا يعكس ثقة الشركاء الإقليميين في الاقتصاد المصري.

أما النقطة الثالثة، فتتعلق بالإصلاحات الهيكلية، خاصة ملف تخارج الدولة من النشاط الاقتصادي، وأكد الخبير أن صندوق النقد يشترط تنفيذ تخارجات بقيمة لا تقل عن 3 مليارات دولار لاستكمال المراجعتين الخامسة والسادسة، مع توقعات بإتمام هذه الخطوة قبل نهاية العام المالي الحالي.

وأكد “أنيس” أن استمرار التقدم في مسار الإصلاح سيعزز الثقة الدولية، ويفتح المجال أمام استثمارات جديدة تسهم في دعم استقرار الاقتصاد الكلي.

ومن الجدير بالذكر أن الدولة تستهدف 3 مليارات دولار حصيلة لبرنامج الطروحات العام المالي الحالي مقابل 600 مليون دولار العام المالي الماضي، بحسب وثائق المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد الدولي، وتعد مستهدفات العام الحالي أعلى من المستهدفات السابقة في ظل أن المستويات خلال آخر عامين كانت دون المُخطط له.