“الزراعة”: الحامول يستنسخ جينات النباتات ويتطور وراثيًا، ومواجهته أصبحت حاجة ملحة لا يمكن تجاهلها.

“الزراعة”: الحامول يستنسخ جينات النباتات ويتطور وراثيًا، ومواجهته أصبحت حاجة ملحة لا يمكن تجاهلها.

حذر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية بوزارة الزراعة، من تطور خطير في سلوك نبات الحامول الطفيلي، مؤكدًا أن أحدث الدراسات العلمية أثبتت أن الحامول لا يكتفي بسرقة الغذاء من النبات، بل بات يسرق “الجينات” نفسها ويتحكم بها لصالحه.

وأوضح أن هناك دراسة دولية حديثة من جامعة “بنسلفانيا” كشفت عن قدرة الحامول على سرقة أكثر من 100 جين من النباتات التي يتطفل عليها، فيما يُعرف علميًا باسم “النقل الأفقي للجينات” (Horizontal Gene Transfer – HGT)، وهي ظاهرة نادرة في عالم النبات.

وأشار إلى أن الجينات المسروقة لا تدخل فقط في تكوين الحامول، بل تفعل داخليًا وتستخدم لإضعاف دفاعات النبات المضيف، بل وتوجيهه لإنتاج الغذاء الذي يخدم الطفيلي ذاته، مما يجعل الحامول أحد أخطر التهديدات الوراثية للمحاصيل الزراعية.

وأكد فهيم أن هذا التطور الجيني يمثل تحديًا كبيرًا في مكافحة الحامول، خاصة في محاصيل استراتيجية مثل البرسيم، الفول البلدي، الطماطم، الريحان، وبعض محاصيل الزينة والخضر، لافتًا إلى أن كل يوم تأخير في المكافحة يعني منح الحامول فرصة أكبر للتطور.

وأوضح توصيات عاجلة من وزارة الزراعة:

الوقاية أولًا: فحص التقاوي قبل الزراعة، ويفضل استخدام طريقة “البرادة المغناطيسية” لفصل بذور الحامول قبل الزراعة.

المكافحة المبكرة: في حالة الإصابة، يوصى برش مبيدات “راوند” أو “هربازد” بمعدل 50–75 سم/فدان بعد الحش بـ15 يومًا، أو استخدام “بازجران” بجرعة 300–400 سم/فدان.

اشتراطات الرش: الالتزام بالتوقيت، وعدم تكرار الرش بشكل عشوائي، وتجنب رش قاعدة النبات، والاعتماد على المواتير الظهرية.

وأكد “فهيم” أن المعركة مع الحامول لم تعد تقليدية، بل هي “معركة وراثية”، داعيًا المزارعين لاستخدام العلم والمعرفة كسلاح أولي بجانب المبيدات والآليات الزراعية الحديثة لحماية الأرض والمحصول.