“أنيس”: الصراعات العالمية واستمرار سياسة الفيدرالي تعيد الدولار إلى صدارة الأسواق

“أنيس”: الصراعات العالمية واستمرار سياسة الفيدرالي تعيد الدولار إلى صدارة الأسواق

قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن الدولار الأمريكي سجل تراجعًا بنحو 15% أمام العملات الرئيسية منذ بداية العام، في أكبر هبوط يشهده خلال 6 أشهر فقط منذ 50 عامًا.

وأوضح “أنيس” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن هذا التراجع تبعه صعود جديد للعملة الأمريكية في الفترة الأخيرة مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، خاصة الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي دفعت المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة وعلى رأسها الدولار والذهب.

وأضاف أن الذهب وحده لا يستطيع امتصاص السيولة العالمية الضخمة، موضحًا أن إجمالي المعروض من الذهب لا يستطيع استيعاب أكثر من تريليون دولار، في حين أن حجم السيولة المتداولة في الأسواق العالمية يتجاوز 30 تريليون دولار، ما يجعل سوق السندات الأمريكية الخيار الأكبر والأكثر قدرة على استيعاب تلك السيولة، وبالتالي يعود المستثمرون للدولار رغم التحديات المرتبطة به.

وأشار “أنيس” إلى أن من بين العوامل الداعمة لصعود الدولار أيضًا تمسّك مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بمواقفه الحازمة أمام تهديدات وتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى قراره الأخير بتأجيل خفض أسعار الفائدة، ما عزز من قوة العملة الأمريكية.

وأكد أن هناك أسبابًا فنية أيضًا تؤثر على حركة الدولار، تتعلق بتدفقات السيولة في أسواق المال العالمية، مشيرًا إلى أن مؤشر الدولار بطبيعته قابل للصعود والهبوط، وقد يشهد تراجعًا في فترات لاحقة، لافتًا إلى أن صعود الدولار انعكس سلبًا على العملات الرئيسية الأخرى، وعلى رأسها اليورو والين، مما يؤثر على تنافسية صادرات تلك الدول في الأسواق العالمية.

ومن الجدير بالذكر أن الدولار الأميركي سجّل أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من أربعة أشهر، مدفوعًا بتصاعد المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم، عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول نيّته فرض تعريفات جمركية جديدة، بعدما شهد تراجعًا خلال الأسبوعين السابقين، ويعكس هذا الاتجاه تزايد الإقبال على الدولار كعملة ملاذ آمن، في ظل تزايد القلق من تداعيات السياسات التجارية المرتقبة.