الأزمة الاقتصادية: عدم وجود اتفاق للتجارة الحرة والقيود الفنية يزيدان من الفجوة التجارية بين مصر والصين

قال الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، إن الصادرات الصينية إلى مصر ارتفعت من نحو 7.3 مليار دولار في عام 2013 إلى أكثر من 18 مليار دولار في 2023، في ظل تزايد الاعتماد على المنتجات الصينية، مدفوعًا بتراجع قيمة الجنيه المصري، مشيرًا إلى أن هيكل الواردات يتركز في معدات وآلات وإلكترونيات ومواد خام وعربات.
وأضاف “فؤاد” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن صادرات مصر إلى الصين لا تتجاوز 1.5 مليار دولار سنويًا، ما يؤدي إلى عجز تجاري يتجاوز 15 مليار دولار سنويًا، رغم العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، موضحًا أن التركيبة السلعية للصادرات المصرية لا تزال تقليدية وضعيفة القيمة المضافة، حيث تتركز في الفوسفات والبرتقال والرخام الخام، دون تحقيق اختراق حقيقي في أسواق السلع ذات العائد الأعلى.
وأشار إلى أن هذه الفجوة التجارية ترجع إلى عدد من التحديات، من أبرزها غياب اتفاق تجارة حرة بين مصر والصين، والقيود الصحية والفنية التي تفرضها السلطات الصينية على المنتجات الزراعية والغذائية، إلى جانب ارتفاع تكلفة الشحن، وندرة المكاتب التجارية المصرية في السوق الصيني، فضلًا عن نقص شهادات الجودة والتسجيل الفني للمنتجات المصرية مع الجهات المختصة في الصين.
وأكد الخبير أن أرقام التبادل التجاري بين الجانبين لا تزال دون الإمكانات الفعلية، رغم ما تحمله العلاقات الثنائية من زخم سياسي واقتصادي، متوقعًا توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الصناعة والطاقة والمدن الذكية خلال الفترة المقبلة، في إطار الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الصيني إلى القاهرة.
كما أشار إلى احتمالية التوسع في استخدام اليوان الصيني في التسويات التجارية مع مصر لتخفيف الضغط على الدولار، خاصة في ظل ما تشهده الأسواق العالمية من اضطرابات نقدية ومالية متزايدة.
وأوضح “فؤاد” أن استفادة مصر لا تزال محصورة في مشروعات البنية التحتية الممولة بالقروض، دون وجود تصنيع مشترك للتصدير أو توسع فعلي للشركات الصينية في مجال التصنيع المحلي داخل السوق المصري، لافتًا إلى عدد من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تشكل أساسًا لتوسيع التعاون التجاري بين البلدين، من بينها الزراعة وخاصة العنب والتمور والموالح، والصناعات الغذائية المُصنعة، والبتروكيماويات، وصناعات النسيج، إلى جانب قطاع اللوجستيات والخدمات المرتبطة به.
كان صادرات الصين إلى مصر شهدت قفزة كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن حجم التبادل التجاري لا يزال دون الإمكانات الحقيقية للبلدين، بحسب تصريحات وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، الذي أبدى تطلعه إلى أن تسهم زيارة رئيس الوزراء الصيني إلى القاهرة في تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التجارة الثنائية.