“خبير”: مستقبل الدولار يعتمد على مستجدات التجارة ومن الصعب توقعه حتى نهاية السنة

أكد الخبير المصرفي محمد عبد العال أن الأسواق العالمية استقبلت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية، والتي كان آخرها فرض رسوم على واردات من الاتحاد الأوروبي تصل إلى 30%، بتفاؤل حذر، موضحًا أن تلك القرارات باتت جزءًا من نمط متكرر يُعرف بـ(تجارة التاكو – Taco Trade)، والذي يعكس دورة انتعاش مؤقتة في الأسواق نتيجة اتخاذ ترامب قرارات متشددة يعقبها عادة تراجع أو تأجيل في التنفيذ.
وأضاف “عبد العال” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن إعلان الرسوم الجمركية دون تنفيذ فوري وتأجيلها إلى أغسطس ساهم في تهدئة الأسواق ودعم الدولار عالميًا، حيث فسر المستثمرون هذا التأجيل على أنه مؤشر إيجابي قلل من حدة المخاوف التجارية، ما انعكس مباشرة على أداء العملة الأمريكية.
وأشار إلى أن صعود الدولار في الفترة الأخيرة لا يرتبط فقط بالعوامل التجارية، بل يرتبط أيضًا بعوامل نفسية، فضلًا عن التهديدات التي أطلقها ترامب سابقًا بإقالة رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، على خلفية استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة، رغم أن تأجيل خفض سعر الفائدة اعتُبر قرارًا سليمًا.
وأوضح “عبد العال” أن الأسواق تترقب تطورات المشهد التجاري، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة من جهة، ومجموعة البريكس، والصين، والاتحاد الأوروبي، وروسيا من جهة أخرى، مؤكدًا أن هذه الصراعات الاقتصادية باتت أكثر تأثيرًا على الأسواق من التوترات الجيوسياسية في المرحلة الحالية.
ونوّه إلى أن بعض الدول، مثل اليابان، لن تسمح بتحسن كبير في أداء الدولار على حساب عملاتها المحلية حفاظًا على ميزانها التجاري، ما يشير إلى أن موجة التقلبات ستكون مرهونة بمدى جدية تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية، ومدى التقدم في المفاوضات التجارية بين القوى الكبرى، لافتًا صعوبة التنبؤ بمصير الدولار خلال ما تبقى من العام، في ظل تشابك العوامل الاقتصادية والسياسية التي تحكم حركة الأسواق العالمية.
كان الدولار الأمريكي على موعد مع أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من أربعة أشهر، مدعومًا بمخاوف الأسواق من تصاعد التضخم العالمي في ظل الحرب التجارية التي يلوّح بها دونالد ترامب، كما ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.73%، بعد أسبوعين من التراجع، فيما دفع القلق من فقدان السيطرة على الأسعار مضاربين إلى زيادة رهاناتهم على العملة الأمريكية، لترتفع مراكزهم الاستثمارية إلى 18.6 مليار دولار.