ترقب في الاتحاد الأوروبي لرد ترامب على الرسوم الجمركية الجديدة

يستعدّ الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، لاحتمال تلقي رسالة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتضمّن تفاصيل الرسوم الجمركية المزمع فرضها على أكبر شريك تجاري واستثماري للولايات المتحدة، وذلك في ظل تصاعد وتيرة الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس في الأيام الأخيرة.
وكان الاتحاد الأوروبي يأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل يشمل إلغاءً كاملاً للرسوم الجمركية على السلع الصناعية، غير أن شهوراً من المفاوضات الشاقة دفعت المسؤولين الأوروبيين إلى إدراك أن الخيار الواقعي الآن هو القبول باتفاق مؤقت، مع الأمل في التوصل إلى اتفاق أفضل مستقبلا،وفق ما أفادت “سي إن بي سي عربية”.
يواجه التكتّل الأوروبي المكوّن من 27 دولة ضغوطاً متباينة، إذ تدفع ألمانيا –باعتبارها القوة الصناعية الكبرى في الاتحاد– نحو التوصل إلى اتفاق سريع لحماية قطاعها الصناعي، بينما تُصرّ دول أخرى مثل فرنسا على ضرورة ألا يرضخ المفاوضون الأوروبيون لاتفاق أحادي الشروط تفرضه الولايات المتحدة.
وبعد فترة طويلة من الغموض حول نواياه، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية استهدفت عدداً من الدول، من بينها حلفاء تقليديون مثل اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب فرض رسوم بنسبة 50% على النحاس، ورفع الرسوم على السلع الكندية إلى 35%.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أولوف غيل، في مؤتمر صحفي: «نحن على أتمّ الاستعداد لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة. لنرَ ما الذي سيحدث عندما يستيقظ أصدقاؤنا في واشنطن بعد ساعات قليلة».
قال مصدر مطّلع على سير مفاوضات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن الاتفاق بات قريباً، لكنه أشار إلى صعوبة التنبؤ بما إذا كان الاتحاد قد يتلقّى بالفعل رسالة أمريكية تُعلن فرض رسوم جمركية إضافية، أو متى سيتم الانتهاء من صياغة الاتفاق النهائي.
من جهته، قال دبلوماسي أوروبي –تحدّث بشرط عدم الكشف عن اسمه– إن قوة الاتحاد الأوروبي تكمن في وحدة موقفه، مضيفاً: «من المهم أن يتم توزيع الألم أو المكاسب بشكل عادل. لا يمكن أن تستأثر دولة واحدة أو قطاع واحد بالفائدة».
وقد تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة مع ترقّب المستثمرين لأي إعلان بشأن الرسوم الجمركية المرتقبة على الاتحاد الأوروبي، كما انخفضت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية، في حين ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي مدفوعةً بزيادة الطلب على الأصول الآمنة.
أما قرار ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية إلى 35% –بعد أن كانت 25%– فيُعدّ ضربة سياسية واقتصادية لرئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي كان يسعى إلى التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن نسبة الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس آب، وقد يتم رفعها مجدداً إذا ردّت كندا بإجراءات انتقامية.
وفي تعليق على القرار، كتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عبر منصة X: «خلال مفاوضاتنا التجارية الجارية مع الولايات المتحدة، دافعت الحكومة الكندية بثبات عن مصالح العمال والشركات الكندية. وسنواصل القيام بذلك ونحن نعمل نحو الموعد النهائي المعدّل في الأول من أغسطس».
حزمة من الإجراءات المضادة
وفي المقابل، أعدّ الاتحاد الأوروبي حزمة من الإجراءات المضادة للرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أنه لم يفعّلها بعد. وكانت حزمة أولى تشمل فرض رسوم على واردات أميركية بقيمة 21 مليار يورو (نحو 24.5 مليار دولار) قد جرى تعليقها في أبريل نيسان قبيل دخولها حيّز التنفيذ. كما أُعدّت حزمة ثانية تستهدف واردات أميركية بقيمة تقارب 72 مليار يورو، ويمكن تفعيلها أيضاً عند الحاجة.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أولوف غيل: «ببساطة، إذا تم اتخاذ قرار سياسي بتمديد التعليق، فسنقوم بتمديده»، مضيفاً: «وإذا استدعى الأمر إلغاء التعليق، فيمكننا القيام بذلك فوراً، دون أي تأخير».