خبير اقتصادي: زيارة رئيس وزراء الصين إلى مصر تعزز الشراكة الاستراتيجية وتوفر فرصًا جديدة لتطوير الصناعة والتكنولوجيا.

أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن زيارة لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، إلى القاهرة تمثل خطوة محورية في دفع العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الزيارة التي تستمر يومين، كما تأتي في توقيت بالغ الأهمية، عقب مشاركته في القمة السابعة عشرة لتجمع “بريكس” بحضور رئيس الوزراء المصري، وبعد انضمام مصر رسميًا للتجمع.
وأوضح “غراب” أن مصر تُعد محورًا جغرافيًا واستراتيجيًا مهمًا بالنسبة للصين، نظرًا لموقعها كبوابة تربط بين إفريقيا وآسيا، واحتضانها لقناة السويس والمنطقة الاقتصادية التابعة لها، ما يجعلها نقطة ارتكاز رئيسية لمبادرة “الحزام والطريق”، خصوصًا من خلال منطقة “تيدا” الصناعية الصينية بالعين السخنة، والتي تُعد نموذجًا ناجحًا للتكامل الصناعي بين القاهرة وبكين.
وأشار إلى أن الزيارة تمثل فرصة كبيرة لتعميق التعاون في مجالات الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة، والتحول الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، مؤكدًا أن هناك فرصًا واعدة لتوطين التكنولوجيا والصناعة في مصر، وزيادة حجم الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات الحيوية.
وأضاف أن الصين عززت خلال السنوات الماضية مكانتها كشريك استثماري وتجاري رئيسي لمصر، لافتًا إلى توقيع اتفاقيات بارزة مثل مبادلة العملات الوطنية، واتفاقية مبادلة الديون، وإصدار سندات الباندا، فضلًا عن بدء تعامل عدد من الشركات الصينية في السوق المصرية بعملة اليوان، ما يساهم في تخفيف الضغط على الدولار.
وأوضح الخبير أن الاستثمارات الصينية في مصر تخطت حاجز 8 مليارات دولار، موزعة على نحو 2800 شركة تعمل في مجالات متنوعة، إلى جانب مشاركة الصين في مشروعات قومية كبرى في مصر، تشمل البنية التحتية، والسكك الحديدية، والطاقة، وتكنولوجيا الفضاء، وتصنيع الأمصال، ومشروعات الطاقة المتجددة والقطار الكهربائي.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 17.37 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ15.78 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يشهد مزيدًا من النمو خلال 2025، خاصة في ظل توجه البلدين نحو استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري، مما يعزز من فرص دخول المنتجات المصرية لأسواق جديدة.
وتوقع “غراب” أن تثمر الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة في مجالات التدريب على إدارة التكنولوجيا الحديثة، ما من شأنه جذب استثمارات صينية جديدة إلى السوق المصرية، وتوفير آلاف فرص العمل، إلى جانب دعم السياحة الصينية إلى مصر التي تشهد نموا ملحوظًا في الفترة الأخيرة.