مركز المناخ: تغير الفصول يهدد الزراعة وموجات الحر تعزز انتشار الآفات وتؤثر على المواعيد الزراعية

مركز المناخ: تغير الفصول يهدد الزراعة وموجات الحر تعزز انتشار الآفات وتؤثر على المواعيد الزراعية

حذر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية بوزارة الزراعة، من أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد ظاهرة مستقبلية، بل واقع يومي ينعكس بشكل مباشر على القطاع الزراعي المصري، مؤكدًا أن الزراعة أصبحت إدارة مناخ قبل أن تكون إدارة أرض.

وأوضح “فهيم” أن التغير المناخي في مصر يظهر في صورة اختلال واضح في مواعيد الفصول والمواسم الزراعية، إذ أصبح الصيف يمتد إلى الخريف، والشتاء يتقلص أو يتأخر، ما يؤثر سلبًا على مراحل حساسة في نمو المحاصيل مثل التزهير والعقد والنضج، وهو ما ينعكس على كمية وجودة الإنتاج الزراعي.

وأضاف أن موجات الحر الشديدة وغير المتوقعة، والتي قد تأتي في غير أوانها مثل مايو ويونيو أو حتى يوليو، تؤثر بشكل مباشر على محاصيل حساسة مثل الزيتون، العنب، الرمان، الطماطم، والخضروات والفاكهة، وتؤدي إلى احتراق الزهر أو تساقط الثمار أو ضعف النمو.

وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي كذلك إلى زيادة احتياجات المحاصيل للمياه بنسبة قد تصل إلى 30% في فترات الذروة، محذرًا من أن تجاهل ذلك قد يعرض الزرع للتلف خاصة في المشتل أو في مرحلة التأسيس.

أما على مستوى الآفات الزراعية، فقد أكد “فهيم” أن تغير المناخ يؤدي إلى نشاط أسرع وأخطر للحشرات والأمراض، وعلى رأسها البياض الزغبي، الندوات، دودة الحشد، ذبابة الفاكهة، ودودة ثمار القرعيات، مما يستلزم تدخلًا مبكرًا في برامج المقاومة وعدم الانتظار حتى ظهور الأضرار.

وفي هذا السياق، وجه رئيس المعمل المركزي للتغيرات المناخية عدة توصيات للمزارعين للتعامل مع الظواهر المناخية القاسية:

– متابعة الأحوال الجوية يوميًا من مصادر رسمية وموثوقة.

– تقليل الفترات بين الريات خلال الموجات الحارة، ولكن بدون إسراف.

– عند ظهور علامات ضعف أو اصفرار أو تساقط ثمار، يجب التوجه فورًا للمتخصصين وعدم الانتظار.

– مكافحة الآفات بشكل استباقي وليس بعد ظهور الضرر.

– الاهتمام بالتسميد المتوازن، خاصة بعناصر الكالسيوم والبوتاسيوم في فترات الحر الشديد.

وأكد على أن ما حدث في تكساس وهي ولاية أمريكية لديها أقوى بنية تحتية وتكنولوجيا يثبت أنه لا دولة محصنة ضد الكوارث المناخية، مشيرًا إلى أن “الزراعة أصبحت مرآة دقيقة للمناخ”، ويجب على الجميع الاستعداد والتأقلم.