“خبير”: انخفاض أسعار الطماطم ناتج عن جنون الزراعة بعد ارتفاع الأسعار.

قال المهندس أحمد حاتم، استشاري المحاصيل الزراعية، إن انخفاض أسعار الطماطم خلال الفترة الحالية يرجع إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بتوقيتات الزراعة والإنتاج والعرض والطلب، مؤكدًا أن التحليل الموضوعي لهذه الأسباب يعكس غياب الرؤية لدى بعض المزارعين، الذين يتحركون بردود أفعال غير مدروسة تجاه ارتفاع الأسعار المؤقتة.
وأضاف “حاتم” أن عروات الطماطم المزروعة في شهري أغسطس وسبتمبر في محافظات الصعيد، مثل بني سويف (سمسطا)، المنيا، الفيوم وأسيوط، تعد من أكثر العروات وفرة من حيث الإنتاج نظرًا لتحسن الظروف المناخية المناسبة للتزهير وتكوين الثمار، حيث يبدأ حصاد هذه العروات في النصف الثاني من نوفمبر.
وأوضح أن هذا التوقيت يتزامن مع ركود نسبي في حركة التصدير نظرًا لنجاح العروات المشابهة في عدد من الدول العربية، إضافة إلى انخفاض معدل الاستهلاك المحلي، مما يؤدي إلى زيادة العرض مقابل الطلب وبالتالي انخفاض الأسعار.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الطماطم بشكل جنوني خلال العروة الصيفية الماضية، خصوصًا عروتي يونيو ويوليو، نتيجة فشل الإنتاج بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، قد دفع مزارعي الصعيد إلى التوسع المفرط في الزراعة.
وقال المزارع الذي كان يزرع 5 أفدنة زرع 20 فدانًا، وسجلت أسعار إيجار الأراضي الصحراوية ارتفاعًا غير مسبوق من 5 آلاف جنيه إلى 20 ألف جنيه للفدان.
وحذر “حاتم” من أن رد الفعل المندفع لدى كثير من المزارعين ناتج عن غياب ثقافة التحليل الاقتصادي والسوقي، حيث يسود منطق “الزرع وراء الغالي”، ما يؤدي إلى إغراق السوق وتراجع الأسعار بصورة حادة، قائلًا: ما يحدث هو نتيجة الجهل، والطمع، وتكرار نفس الأخطاء رغم تغير معادلات السوق والتكلفة.
وأشاد بدور مصانع الصلصة التي تدخلت في التوقيت المناسب لاستيعاب فائض الإنتاج، خصوصًا بعد توقفها خلال الموسم الماضي بسبب نقص المعروض وارتفاع الأسعار، مؤكدًا: “لولا مصانع الصلصة، كنا سنواجه أزمة حقيقية في التخلص من المحصول.