21 مليون دولار من الفرص المهدرة أمام نشا الذرة في مصر

كشف المجلس التصديري للصناعات الغذائية عن وجود فرص تصديرية غير مستغلة أمام نشا الذرة المصري بقيمة تصل إلى 21 مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرًا إلى أن الإمارات والولايات المتحدة وفرنسا تمثل أبرز الأسواق الواعدة لهذا المنتج.
جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية عقدها المجلس عبر تطبيق “زووم”، تناولت تحليلًا شاملًا لسوق نشا الذرة العالمي، من حيث الإنتاج والتجارة والأسواق المستهدفة، إلى جانب استعراض أداء الصادرات المصرية والتحديات التي تواجهها الشركات المحلية.
واستعرضت الندوة دراسة سوقية تناولت البند الجمركي (110812) لنشا الذرة، والتي أوضحت أن الإنتاج العالمي من الذرة بلغ 1.5 مليار طن في 2023، بزيادة 6% مقارنة بعام 2014.
وتصدرت الولايات المتحدة قائمة المنتجين تليها الصين والبرازيل، بينما احتلت مصر المركز 21 عالميًا بإنتاج يبلغ 7 ملايين طن، يغطي فقط نصف احتياجاتها المحلية، ما يدفعها لاستيراد نحو 7 إلى 8 ملايين طن سنويًا.
وفيما يتعلق بالصادرات، أوضحت البيانات أن قيمة الواردات العالمية من نشا الذرة بلغت 1.6 مليار دولار في 2024، وأن ماليزيا وألمانيا وإندونيسيا جاءت على رأس الدول المستوردة، بمتوسط سعري يتراوح بين 440 و680 دولارًا للطن.
وعلى جانب التصدير، تصدرت الهند قائمة الدول المصدرة بنسبة 20% وبمتوسط 439 دولارًا للطن، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 11% وسعر 776 دولارًا للطن.
أما مصر، فقد بلغت صادراتها من نشا الذرة نحو 36 مليون دولار في 2024 بانخفاض 5% عن العام السابق، وتصدّرت نيجيريا قائمة الدول المستوردة للنشا المصري، تلتها كينيا وسوريا والسودان واليمن وتونس.
وكشفت الدراسة أن هناك فرصًا تصديرية غير مستغلة للأسواق مثل الإمارات (3.5 مليون دولار)، أمريكا (2.3 مليون دولار)، فرنسا، ماليزيا، وإندونيسيا، رغم عدم تسجيل أي صادرات مصرية لهذه الأسواق، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تطوير سياسات الترويج التجاري.
وأشار التقرير إلى ضعف تنوع قاعدة المصدرين، حيث تستحوذ 4 شركات فقط على 99% من صادرات نشا الذرة المصرية، ما يتطلب فتح المجال أمام شركات جديدة. وأكد عاطف حمود، مدير التصدير بشركة المنيري للنشا والجلوكوز، أن شركته واجهت صعوبات في السوق الماليزي بسبب المنافسة مع الهند، رغم أن المنتج المصري يتميز بجودة أعلى.
وأضاف أن الأسواق الأوروبية تفضل النشا غير المعدل وراثيًا، ما يمنح ميزة للمنتج المصري لكن يرفع أيضًا من تكلفة التوريد.
وأكد حمود أن شركته تخطط للتوسع من 40 إلى 60 دولة للتصدير، مع العمل على استيفاء شروط السوق الأمريكي وعلى رأسها شهادة FDA، بالإضافة إلى السعي لاقتحام أسواق جنوب شرق آسيا وتعزيز التواجد في نيجيريا والكاميرون.
وفي ختام الندوة، أوصى المجلس التصديري بضرورة تعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة، وتسهيل إجراءات الحصول على الشهادات التصديرية، إلى جانب توفير دعم لوجستي وترويجي حقيقي لمساعدة الشركات المصرية على التواجد في أسواق ذات تنافسية مرتفعة.