“خبير” يكشف عن تقدم ملحوظ في زراعة البرقوق في مصر ويؤكد الحاجة لأصناف جديدة ذات وحدات برودة منخفضة لتحسين الإنتاج.

أكد المهندس محمد دنقل، استشاري محاصيل النواة الحجرية، أن زراعة البرقوق في مصر شهدت طفرة إنتاجية وتسويقية خلال السنوات الأخيرة، بعد إدخال صنف “سولر كلبس” الذي حقق نتائج متميزة على مستوى الجودة والإنتاج والتصدير، مما أدى إلى ارتفاع الإقبال عليه من الأسواق الدولية، وعلى رأسها روسيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وأوضح “دنقل” أن الموسم الزراعي للبرقوق يبدأ من شهر ديسمبر بزراعة الشتلات، على أن يتم الحصاد خلال شهري مايو ويونيو، حسب نوعية الصنف وظروف المنطقة المناخية.
وشدد على أن الزراعة الناجحة تعتمد بشكل أساسي على الري والتسميد المنتظم والدقيق، للحفاظ على جودة المحصول وتحقيق مواصفات ملائمة للسوق المحلي وأسواق التصدير.
وأشار إلى أن الأنواع الداكنة من البرقوق تتميز بتحملها العالي لظروف النقل، ما يجعلها الخيار الأول للأسواق الخارجية، موضحًا أن صنف “سولر كلبس” المستورد قبل نحو 10 سنوات، ساهم في استعادة مكانة مصر في إنتاج البرقوق بعد سنوات من تراجع المساحات المنزرعة.
ولفت يمتاز هذا الصنف بلون جذاب، ومذاق حلو، وتحمل عالي للنقل، وإنتاجية تتراوح بين 9 إلى 10 أطنان للفدان، وقد تصل إلى 13 أو 14 طنًا، إلا أن الوصول لهذه المعدلات المرتفعة غير مفضل حفاظًا على التوازن الإنتاجي للأشجار في السنوات التالية.
وأضاف دنقل أن المساحات المزروعة بالبرقوق في مصر كانت حوالي 4000 فدان وفقًا لبيانات منظمة “الفاو” لعام 2021، وتشير التقديرات إلى أن هذه المساحة تضاعفت حاليًا إلى نحو 8000 فدان، لكنها لا تزال متواضعة مقارنة بأهمية المحصول، خاصة في ظل زيادة الطلب العالمي عليه.
ولفت إلى أن هناك احتياجًا حقيقيًا لإدخال من 6 إلى 7 أصناف جديدة منخفضة وحدات البرودة، لضمان استقرار الإنتاج في ظل تغيرات المناخ، مؤكدًا أن صنفين فقط حتى الآن أحدثا طفرة حقيقية في الزراعة، إلا أن التوسع في الأصناف شرط أساسي لتحقيق نهضة حقيقية لهذا المحصول.
وشدد “دنقل” على أهمية مرحلة ما بعد الحصاد، للحفاظ على تكوين البراعم الزهرية واستقرار نمو الأشجار، وتفادي الإصابات، لافتًا إلى أن تذبذب درجات الحرارة، خاصة في مارس 2025، تسبب في انخفاض الإنتاج ببعض المناطق.
أكد أن زراعة البرقوق تحتاج إلى جهد فني ومتابعة دقيقة، ولكن ميزة مصر التنافسية أنها تسبق معظم الدول المنتجة في توقيت الحصاد، حيث تبدأ الأشجار في الإنتاج من السنة الثالثة، وقد تعطي إنتاجًا أوليًا بدءًا من السنة الثانية، وتستمر في العطاء لمدة 20 عامًا إذا تمت إدارتها وفقًا لممارسات فنية دقيقة في الرش والتسميد والتغذية.