“غراب”: السماح بالتداول الكامل باليوان يعزز الشراكة بين مصر والصين ويخفف الضغط على الدولار.

“غراب”: السماح بالتداول الكامل باليوان يعزز الشراكة بين مصر والصين ويخفف الضغط على الدولار.

أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن قرار الحكومة المصرية بالسماح رسميًا للشركات الصينية العاملة في مصر بالتسجيل والتعامل المالي الكامل بعملة اليوان الصيني بنسبة 100%، يمثل نقلة نوعية في مسار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، ويُسهم بشكل مباشر في تعزيز مناخ الاستثمار الأجنبي داخل الدولة، لا سيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأوضح “غراب” أن هذه الخطوة تسهّل دخول رؤوس الأموال الصينية وتُشجع الشركات الأجنبية على توسيع أعمالها في مصر، مشيرًا إلى أن التعامل باليوان يعزز توافر العملة الصينية داخل السوق المصري، ويُقلل الضغط على الدولار الأميركي، وهو ما ينعكس إيجابيًا على استقرار سعر الصرف ويدعم قيمة الجنيه.

وأشار إلى أن الصين تُعد أحد أكبر شركاء مصر التجاريين، حيث سجلت الواردات المصرية من الصين نحو 12.9 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 14.8 مليار دولار في 2022، مضيفًا أن توافر اليوان في احتياطي البنك المركزي المصري يفتح المجال أمام الاعتماد عليه في تسوية الواردات القادمة من الصين، سواء كانت مواد خام أو مستلزمات إنتاج، دون الحاجة للدولار.

وتابع أن حجم الاستثمارات الصينية المتراكمة في مصر بلغ نحو 9 مليارات دولار حتى نهاية 2024، مؤكدًا أن السماح بالتعامل الكامل باليوان سيحفز مستثمرين صينيين جدد على دخول السوق المصري، ويدعم اتجاه كبرى الشركات الصينية لضخ استثمارات إضافية، ما ينعكس على نمو الإنتاج المحلي وزيادة الناتج القومي وتحسين المؤشرات الاقتصادية العامة للدولة. وأضاف أن خطوة الربط المالي باليوان تسهم في تعزيز مكانة العملة الصينية كعملة تسويات عالمية، خاصة في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر باعتبارها بوابة رئيسية للأسواق الإفريقية ونافذة الصين نحو منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع الخبير أن تشهد المرحلة المقبلة تدفق استثمارات صينية جديدة في مشروعات كبرى بقطاعات الصناعة والطاقة والتكنولوجيا والبتروكيماويات، خاصة في ضوء الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس السيسي للصين، والتي بلغت قيمتها نحو 18.3 مليار دولار، فضلًا عن الاستعدادات الجارية لزيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى مصر، ما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين