“خبير”: تصاعد التوترات الإقليمية يؤثر على البورصة المصرية.. وسلوك المستثمرين الفرديين يؤثر على النتائج العامة

قال أحمد عبد الفتاح، خبير أسواق المال، إن مؤشرات البورصة المصرية أنهت تعاملات جلسة أمس الأربعاء على أداء إيجابي، لا سيما مع اختبار المؤشر الرئيسي لمناطق 30400 و30200 نقطة، ولكن مع بداية تعاملات اليوم الخميس، انعكس المشهد تمامًا على خلفية تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي وصلت إلى قصف البورصة الإسرائيلية وأحد المستشفيات، ما أدى إلى تفاقم التهديدات المتبادلة بين الجانبين.
وأوضح “عبد الفتاح”، في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز”، أن هذه التطورات تزيد احتمالات تدخل الولايات المتحدة في الصراع، وهو ما ينعكس بمخاوف توسع رقعة المواجهات في المنطقة، مشيرًا إلى أن التأثير الجيوسياسي امتد بشكل مباشر إلى سلوك المتعاملين في البورصة المصرية من خلال هيمنة الأفراد بشكل كبير على التعاملات، ما جعل البورصة تتعرض لتفاعلات نفسية ملحوظة انعكست في ضعف السيولة منذ بداية جلسة اليوم، مع غياب أي طابع دفاعي للأسهم.
وتابع أن المؤشر الرئيسي للبورصة أغلق اليوم عند مستوى 30248 نقطة، وهو ما يزال ضمن نطاق الأمان الفني رغم انخفاضه لذلك المستوى، كما يوجد مستوى دعم مهم عند 30 ألف نقطة، ولكن إذا حدث تطورات للصراع الجيوسياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحرب شاملة أو تصعيد عالمي في ظل تصريحات مقلقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تواصل الضغط على السوق وتُبقي على الحالة النفسية السلبية للمستثمرين الأفراد، ما يرجح بداية ضعيفة في مستهل الأسبوع المقبل.
ونوّه إلى أن أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة باتت شديدة الحساسية للتقلبات، وسجلت تراجعات أكبر من أسهم المؤشر الرئيسي، في ظل غياب أي تحركات دفاعية أيضًا، رغم أنها كانت في السابق أكثر توازنًا.
وأشار إلى أن المستثمرين الأفراد باتوا في حالة من الترقب والقلق الشديد، ويمتنع معظمهم عن تنفيذ أي عمليات شراء حتى وإن بدت الأسعار مغرية، خاصة بعد موجة الانخفاض الحاد التي شهدتها السوق بداية الأسبوع، والتي وصلت إلى 7%.
وأكد أنه من الناحية الفنية، طالما استمرت أزمة ضعف السيولة، فإن أي ارتفاعات مستقبلية ستبقى في إطار الارتدادات المؤقتة التي تُستغل للبيع.
وقال إنه في حال ظهور سيولة قوية ونجح المؤشر الرئيسي في الارتكاز بين مستويات 31150 و31700 نقطة، فستكون هذه إشارة على بدء تعافي السوق وتجاوز التأثيرات السلبية، مشددًا على أن ذلك يبقى مرهونًا بالتطورات السياسية في المرحلة المقبلة، والتي إذا ما اتجهت نحو التهدئة أو المفاوضات، فإن ذلك سيُحدث تحولًا إيجابيًا في أداء البورصة.
وبيّن أن مؤشر “EGX30” لديه مستويات دعم عند 30200 نقطة، ثم 3070، تليها 29800 نقطة، فيما تظهر المقاومة عند 30450 نقطة، ثم 30700، يليها 31 ألف ثم 31150 نقطة.
أما مؤشر “EGX70″، فأوضح أن لديه دعمًا عند 8800 نقطة، يليه 8400 نقطة، بينما تقع المقاومة عند مستوى 9000 نقطة.
واختتم “عبد الفتاح” بتوجيه نصيحة للمستثمرين بضرورة تفعيل إدارة المخاطر داخل محافظهم الاستثمارية، مؤكدًا أن الوضع السياسي العالمي الحالي يُعد استثنائيًا ويتطلب الحذر، من خلال الاكتفاء بالتداول بثلث السيولة فقط، وترك النسبة الباقية كاش، تحسبًا لأي تراجعات حادة جديدة. وأشار إلى أن بعض الأسهم تراجعت خلال جلسة الأحد الماضي بنسبة 20% قبل أن تشهد ارتدادًا نسبيًا، وهو ما يبرز أهمية الاحتفاظ بسيولة يمكن من خلالها اقتناص فرص المتاجرة السريعة داخل الجلسة.