مصرفي محترف: استقرار الجنيه يعتمد على تقليل التوترات الإقليمية وتوقعات بزيادة أسعار الفائدة من قبل “البنك المركزي”

مصرفي محترف: استقرار الجنيه يعتمد على تقليل التوترات الإقليمية وتوقعات بزيادة أسعار الفائدة من قبل “البنك المركزي”

أكد هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، أن سوق الصرف يواجه حاليًا موجة من الضغوط المتزايدة على الجنيه المصري، مدفوعة بتطورات إقليمية ودولية معقدة، على رأسها تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل واحتمالات تدخل أمريكي مباشر في المشهد، وهو ما يعكس تأثيرًا مباشرًا على مزاج المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة.

وأوضح “أبو الفتوح” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن التراجع في سعر الجنيه لا يمكن قراءته فقط كأزمة داخلية، بل يُعَد انعكاسًا طبيعيًا لحالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية، حيث تفضّل رؤوس الأموال الأجنبية الاتجاه نحو الملاذات الآمنة، مما يُضعف الإقبال على الاستثمار في أدوات الدين بالأسواق الناشئة.

وأضاف أن الضغوط الإقليمية ليست العامل الوحيد، فهناك تحديات داخلية لا تقل أهمية، وعلى رأسها ارتفاع معدلات التضخم والقيود المفروضة على السياسة النقدية، ما يجعل وضع الجنيه هشًا أمام أي صدمة خارجية، مشيرا إلى أن البنك المركزي المصري قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا كخطوة دفاعية لاحتواء التضخم والحد من تدهور قيمة العملة، إلا أن فعالية هذه الأداة قد تكون محدودة في ظل استمرار الاضطرابات الإقليمية.

وتوقع “أبو الفتوح” أن استمرار التصعيد الجيوسياسي قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات وربما هبوط إضافي في سعر الصرف، أما في حال حدوث تهدئة نسبية، فقد يشهد الجنيه فترة من الاستقرار التدريجي، وإن كان ذلك مرهونًا بتوازن دقيق في السياسات الداخلية والخارجية، كما حذر من احتمال واقعي لحدوث موجة جديدة من خروج الأموال الساخنة من السوق المصرية، في ظل تراجع جاذبية الاستثمار خلال فترات الأزمات، مشيرًا إلى أن رأس المال، شأنه شأن الأفراد، يبحث عن الأمان حين تشتد الأزمات.

وأكد أن المشهد لا يزال مفتوحًا على كافة الاحتمالات، وأن المرحلة المقبلة ستتوقف إلى حد كبير على تطورات الأوضاع الإقليمية واستجابة السياسة النقدية داخليًا.

كان سعر الدولار الأمريكي شهد ارتفاعًا طفيفًا أمام الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الخميس 19 يونيو 2025، في عدد من البنوك العاملة بالسوق المحلية، بزيادة بلغت نحو 4 قروش مقارنة بتعاملات أمس، ووفقًا لأحدث تحديث صادر عن البنك المركزي المصري، بلغ سعر شراء الدولار 50.47 جنيهًا، فيما سجل سعر البيع 50.61 جنيهًا، وسط ترقب الأسواق لتحركات سعر الصرف في ظل التوترات الإقليمية الجارية.