قطاع التأمين يسعى لاستقطاب مواهب جديدة لمواجهة التغيرات الاقتصادية

قطاع التأمين يسعى لاستقطاب مواهب جديدة لمواجهة التغيرات الاقتصادية

تسعى صناعة التأمين إلى سد الفجوة المتزايدة في الكوادر البشرية المؤهلة، وسط تحولات اقتصادية وتكنولوجية متسارعة فرضت تحديات جديدة على القطاع، في مقدمتها الرقمنة.

وجاء ذلك خلال حفل تخرج 70 طالبًا من معهد التأمين، بالتعاون مع الاتحاد المصري لشركات التأمين، بعد إتمامهم مجموعة من الدبلومات المهنية المتخصصة، شملت: دبلومة المراجعة الداخلية، ودبلومة إعادة التأمين المتقدمة، ودبلومة تأمينات الحياة، ودبلومة خبير تسويق وبيع التأمين.

شحاتة: الرقمنة والاقتصاد الأخضر يفرضان واقعًا جديدًا على الصناعة

قال الدكتور جمال شحاتة، عميد كلية التجارة الأسبق بجامعة القاهرة ورئيس لجنة التعليم بمعهد التأمين، إن المعهد لا يُعد مجرد مؤسسة تعليمية تقليدية، بل كيانا منبثقا من صناعة التأمين، يسعى منذ أكثر من 50 عامًا إلى تأهيل وتدريب الكوادر العاملة من خلال مناهج تطبيقية ومحتوى تدريبي يقدمه ممارسون فعليون داخل السوق.

وأضاف شحاتة، لـ«البورصة»، أن برامج المعهد تساهم في تقليص الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، عبر تقديم دبلومات متخصصة تواكب احتياجات شركات التأمين وتسهم في تطوير مهارات العاملين ورفع كفاءتهم.

وأشار إلى أن التحديات الراهنة، وعلى رأسها التغير السريع في صناعة التأمين عالمياً، تتطلب تحديثًا مستمرًا للمهارات، معتبرًا أن التعلم المستمر بات أحد أهم شروط النجاح المهني في هذا القطاع.

وشدد على أن التحول الرقمي يمثل أحد المحاور الجوهرية، إذ بات لزامًا على العاملين امتلاك مهارات التكنولوجيا وتحليل البيانات ونماذج التنبؤ، فضلًا عن ضرورة الانفتاح على التجارب الدولية واستيعاب التوجهات الحديثة في تقديم الخدمات التأمينية.

وأكد شحاتة أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر ينعكس مباشرة على صناعة التأمين، ويفرض تغييرًا في نماذج تقديم الخدمات لتتواءم مع متطلبات الاستدامة.

من جانبه، قال مصطفى صلاح، العضو المنتدب لشركة المهندس لتأمينات الحياة، إن نقص الكفاءات يُعد من أبرز تحديات القطاع، لافتًا إلى أن السبب يرجع إلى ضعف الربط بين الدراسة الأكاديمية والممارسة الفعلية.

وأضاف صلاح لـ«البورصة»، أن الدبلومات المهنية، خاصة المقدمة من معهد التأمين، تتميز بطابعها العملي الذي يجعلها أكثر ارتباطًا باحتياجات السوق، إذ تُدرّس من قبل خبراء ممارسين يمتلكون خبرات متراكمة في العمل التأميني.

ودعا صلاح العاملين في السوق إلى اعتماد مبدأ التعلم المستمر كمدخل أساسي للنهضة بالصناعة.

وأكد أن معهد التأمين يعمل على زيادة قاعدة المتدربين عبر إرسال البرامج التدريبية إلى مختلف الشركات، وتنظيم ملتقيات تتيح للمتدربين اختيار البرامج المناسبة، بما يحقق تطورًا ملموسًا في المهارات المهنية داخل القطاع.

حسين: بناء الثقافة التأمينية هو الأساس لسد فجوة الكوادر البشرية

بدوره، أوضح الدكتور عمرو حسين، مسؤول إدارة المبيعات غير المباشرة بشركة «أكسا»، أن أحد أبرز التحديات التي تواجه صناعة التأمين في مصر هو ضعف الوعي المجتمعي بأهمية التأمين، مشيرًا إلى أن رفع الثقافة التأمينية يعد مدخلًا رئيسيًا لمعالجة نقص الكوادر.

وقال حسين لـ«البورصة» إن إشكالية الموارد البشرية لا تقتصر على التأمين، بل تمتد إلى قطاعات عدة، إلا أن خصوصية التأمين تتطلب حلولاً تركز على تغيير المفاهيم المجتمعية تجاه دوره التنموي والاجتماعي.

وأشار إلى أن الدولة بدأت اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، عبر حملات توعوية إعلامية تستهدف رفع وعي المواطنين بمفاهيم التأمين المختلفة، مؤكدًا أن الاتحاد المصري للتأمين يلعب دورًا محوريًا في هذا الجانب من خلال خطط توعية شاملة وموجهة.