السوق السوداني يستعيد موقعه تدريجياً في قائمة صادرات مصر

السوق السوداني يستعيد موقعه تدريجياً في قائمة صادرات مصر

بدأت الصادرات المصرية إلى السودان تشهد انتعاشًا تدريجيًا، مدعومة بتحسن نسبى فى الأوضاع الأمنية، وتفاؤل المصدرين بإمكانية عودة النشاط التجارى إلى مستوياته الطبيعية خلال الفترة المقبلة.

وأفاد المجلس التصديرى لمواد البناء والصناعات الحرارية، فى بيان، بأن صادرات القطاع إلى السوق السودانى ارتفعت بنسبة 641% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، لتسجل 8 ملايين جنيه، مقابل مليون جنيه فقط خلال نفس الفترة من عام 2023.

وتأتى هذه المؤشرات الإيجابية بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عن عودة أكثر من 1.3 مليون سودانى إلى مناطقهم، بينهم مليون نازح داخليًا، وأكثر من 300 ألف لاجئ، ما يعزز الآمال باستعادة تدريجية للحركة الاقتصادية داخل البلاد.

فى المقابل، سجلت قيمة التبادل التجارى بين مصر والسودان تراجعًا لتصل إلى 1.2 مليار دولار خلال عام 2024 مقابل 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

وقال على عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن حركة التبادل التجارى بين مصر والسودان مستمرة ولم تتوقف رغم التوترات السياسية والأمنية التى تمر بها السودان، مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين تمتلك أساسا متينا يتيح لها الاستمرار حتى فى ظل الأزمات.

وأضاف لـ«البورصة»، أن الوضع التجارى لا يشهد حتى الآن زيارات، لكنه أكد فى الوقت ذاته أن إطلاق بعض مبادرات العودة الطوعية للاجئين وعودة شريحة من السكان إلى مناطقهم يمثل تطورًا إيجابيًا، ويدعم التوقعات بحدوث تحسن تدريجى فى الطلب التجارى خلال المرحلة المقبلة.

ولفت إلى أن استمرار النشاط التجارى فى حد ذاته يعكس صمود العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وإن كان تنشيطها الكامل لا يزال مرتبطًا بتحقيق استقرار شامل فى الداخل السوداني.

عبد الفتاح: توقعات بنمو صادراتنا بنسبة 20% بنهاية العام الجارى

وقال أحمد عبد الفتاح المدير التنفيذى للمجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات والسلع المعدنية، إن تحسن الأوضاع الأمنية فى السودان بدأ ينعكس تدريجيا على حركة التبادل التجارى بين البلدين، مشيرا إلى وجود مؤشرات إيجابية على عودة النشاط التصديرى.

وأضاف لـ«البورصة»، أن هناك استقرارًا ملحوظًا فى عمليات الشحن إلى السودان، ولكن عودة الصادرات لن تعود إلى معدلاتها السابقة إلا بعد ضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية بشكل شامل.

وأشار إلى أن السودان يعد من أهم أسواق التصديرية لمصر، خاصة فى قطاعات مواد البناء والسلع الأساسية فى الوقت الحالى، موضحًا أن دول الجوار بشكل عام تأتى من أهم الدول المستوردة من مصر، وفى مقدمتها ليبيا والسودان.

وتابع: “فى السنوات الماضية كانت السودان تحتل موقعًا متقدمًا فى ترتيب الدول المستوردة من مصر، لكن الاضطرابات الأمنية التى شهدتها البلاد مؤخراً تسببت فى إغلاق بعض المنافذ البرية، وهو ما انعكس سلبًا على حجم الصادرات”.

أكد أن المجلس يسعى لتحقيق نمو فى حجم صادراته للسوق الإفريقية ومن بينها السودان بنسبة لا تقل عن 20% بنهاية العام الجارى، فى حال استمر التحسن فى الأوضاع اللوجستية والأسواق.

وأوضح أن عمليات التصدير إلى السودان تتم حاليًا عبر بعض الموانئ البحرية بعد الحصول على الموافقات الأمنية اللازمة، مشيرًا إلى أن التصدير البرى ما زال محدودًا نظرًا للظروف القائمة.

وأكد أن غالبية التصدير يتم بنظام السداد النقدى المسبق، حيث يقوم العملاء السودانيون بزيارة المصانع المصرية وإتمام الاتفاقات المالية قبل بدء الشحن، وذلك فى ظل غياب التعاملات البنكية المباشرة بين البلدين فى الوقت الحالى.

ونوه أن تحسن الأوضاع الأمنية فى السودان سيكون عاملا أساسيا فى إعادة فتح قنوات التصدير البرية بشكل أوسع، ما سينعكس على انتعاش حركة التجارة الثنائية بين البلدين.

زكي: شراكات غير معلنة وراء أغلب الاستثمارات السودانية فى مصر

وقال أحمد زكى الأمين العام لشعبة المصدرين ورئيس لجنة الشؤون الإفريقية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان لاتزال قائمة وقوية.

وفيما يتعلق بالاستثمارات السودانية فى مصر، أشار إلى أنها موجودة بالفعل لكنها غير مرئية بشكل مباشر، لأنها تأتى فى صورة شراكات بين شركات مصرية وسودانية، وبالتالى فإن ما يظهر منها لا يتجاوز من 20- 30% من حجم النشاط الحقيقى.

وأضاف لـ “البورصة”، أن الدولة المصرية وضعت خططا استراتيجية لتفعيل التكامل الاقتصادى مع السودان، بالإضافة إلى وضع خطط للنهوض بالاقتصاد المصرى، لكن تنفيذ هذه الخطط مرهون باستقرار الأوضاع فى السودان.

وأشار إلى أن القطاع الزراعى يأتى فى مقدمة القطاعات الواعدة، والتى يمكن أن تستفيد منها مصر بشكل كبير فى السودان، نظرًا لما يمثله من قيمة مضافة وفرص تنموية واعدة.

كما لفت إلى أن العديد من السودانيين يرحبون بعودة النفوذ المصرى إلى السودان، فى إطار ما وصفه بـ”الكيان الواحد والبلد الموحد”.

الشاعر: صادرات الألومنيوم تتعافى تدريجيًا بعد تراجع حاد بسبب الحرب

وقال طلعت الشاعر رئيس جمعية منتجى الألومنيوم، إن العلاقات التجارية بين مصر والسودان فى قطاع الألومنيوم كانت ولا تزال قائمة، وبعد التراجع الذى شهدته وقت الحرب بدأت تعود بشكل تدريجى لحين ضمان الاستقرار السياسى والأمنى بشكل كامل فى السودان.

أضاف لـ”البورصة”، أن نسبة التصدير إلى السودان تتراوح حاليًا بين 35 -40% ، مقارنة بما كانت عليه فى فترات الاستقرار حين وصلت إلى 80٪ من حجم الإنتاج.

وأشار إلى أن هناك 10 مصانع فى ميت غمر تعمل حاليا فى صناعة الألومنيوم، وتصدر منتجاتها إلى السوق السودانى، لافتًا إلى الاختلاف بين الألومنيوم المصرى ونظيره السودانى من حيث المواصفات؛ حيث يتميز الألومنيوم السودانى بكونه أخف وزنا وأقل سمكا، كما أنه يباع بالقطعة، على عكس المصرى الذى يباع بالكيلو.

وأوضح، أن هناك نظامين للتعامل التجارى مع السودان: الأول من خلال تواصل مباشر بين المصانع والمستوردين السودانيين، والثانى عبر موزعين مصريين مكونين من مجموعة تجار فى منطقة الجمالية بالقاهرة، يقومون بتجميع وتوزيع الطلبات.

كتبت_ تقى أيمن وسهيلة إبراهيم