ارتفاع الطلب السياحي يُحفز اهتمام المستثمرين

ارتفاع الطلب السياحي يُحفز اهتمام المستثمرين

يشهد القطاع السياحي والفندقي في مصر، طفرة ملحوظة على صعيد الاستثمار في مشروعات كبرى، استجابة للزيادة المحققة والمتوقعة في التدفقات السياحية.

ويعكف المستثمرون على التوسع في الطاقة الفندقية عبر إنشاء وحدات جديدة وتطوير البنية التحتية، بما يتماشى مع مستهدفات الدولة للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2031.

قال فهد أبوالعزم نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للاستشارات الهندسية، إن منطقة الساحل الشمالي أصبحت قبلة المستثمرين والمطورين العقاريين، بسبب ارتفاع الطلب عليها سواء من المصريين بالداخل أو المقيمين بالخارج.

أضاف لـ”البورصة”، أن الشركة تُنفذ حاليا مشروعين فى منطقة الساحل الشمالي بإجمالي استثمارات 11 مليار جنيه.

ويقام المشروع الأول بالتعاون مع جمعية رجال أمن المستقبل ، ويقع على مساحة 100 فدان، باستثمارات 7 مليارات جنيه، ويشمل وحدات مصيفية عبارة عن شاليهات وغرفا فندقية بالإضافة إلى فندق يضم 250 غرفة.

أما المشروع الثاني فيُنفذ بالتعاون مع شركة “فرست جروب” بإجمالي استثمارات 4 مليارات جنيه، على مساحة 80 فدانا، ومن المقرر أن يضم شاليهات وفندقا بواقع 150 غرفة.

فكري: التوسع فى إنشاء مراكز التسوق المتنوعة وإطالة فترة “السيزون”

وقال علاء فكري رئيس مجلس إدارة شركة “بيتا إيجبيت” للتطوير العقاري، إن زيادة عدد الغرف الفندقية فى الساحل الشمالي ستسهم بشكل كبير فى جذب أعداد أكبر من السياح.

أضاف أن الدولة تعمل جاهدة لتحقيق رؤيتها بالوصول إلى 30 ألف غرفة فندقية بمنطقة الساحل الشمالي والعلمين، وهو ما سيجذب ملايين السياح خاصة مع وجود مشروعات سياحية جديدة ومخططات لتطوير المنطقة لتصبح وجهة سياحية على مدار العام.

وطرح فكري، مقترح التوسع فى إنشاء مراكز التسوق المتنوعة والعمل على إطالة فترة “السيزون” وتوفير المنتجات السياحية اللازمة، لافتاً إلى ضرورة العمل على تأهيل مطارات العلمين وبرج العرب ومرسى مطروح لإستقبال أكبر عدد من السياح.

وأشار إلى أن مدينة أنطاليا التركية الواقعة على البحر المتوسط تعمل حالياً طوال العام وليس خلال أشهر الصيف فقط، مطالبا بإعداد منطقة الساحل الشمالي خاصة أن موقعها الجغرافي يؤهلها للعمل طوال العام.

وارتفعت أعداد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 22% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من 2024. وخلال الربع الأول وصل عدد السائحين إلى 3.9 مليون زائر، بنسبة زيادة بلغت 25% عن الفترة نفسها من العام السابق، وكانت النسبة الأكبر من دول الخليج العربي.

فايز: إضافة 9 آلاف غرفة فندقية بمرسى علم خلال 18 شهرًا 

وكشف رامى فايز عضو غرفة المنشآت الفندقية بمحافظة البحر الأحمر، عن إضافة نحو 9 آلاف غرفة فندقية بمرسى علم لتدخل ضمن الطاقة الفندقية بالمدينة خلال 18 شهرا أى بحلول 2027.

أضاف أن نجاح خطة جذب وزيادة حجم التوافد السياحى مرهون بتوفير طاقة فندقية حديثة وخدمات سياحية أولا لتخدم حركة السياحة الوافدة، لافتا إلى أن توافر المنتج السياحي أحد أهم العوامل لجذب منظمى الرحلات للمقصد المصرى.

صدقي: السياحة الرياضية أحد الأبواب الواعدة “غير المستغلة” بالشكل الأمثل

وقال عمرو صدقي رئيس مجلس إدارة شركة “كرييتف” للسياحة والرئيس الأسبق للجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن المؤشرات الحالية للقطاع السياحي تعتبر جيدة وتشهد تحسنا ملحوظا بما يحقق معدلات إشغال مرتفعة وتدفق سياحي مستمر لمعظم أشهر العام.

وتابع أن نمو الاستثمار الفندقي يرتكز على تطوير الأنماط السياحية المتخصصة وتنويعها، لافتا إلى أن مصر أهملت فترة طويلة ملف سياحة المهرجانات، لكن السنوات الأخيرة شهدت عودة قوية لهذا النمط السياحي، من خلال إقامة فعاليات كبرى مثل مهرجانات العلمين والجونة السينمائي.

وأوضح صدقي، أن ثمة نوعين من السياحة لم يتأثرا بشكل كبير بالأحداث العالمية أو التقلبات السياسية، وهما السياحة الصحية والدينية، مؤكدا قدرة مصر على خلق أنماط جديدة مثل السياحة الاستشفائية، وإنشاء منتجعات صحية متكاملة، مع وضع مخطط عام لهذا النمط من السياحة، وطرحه ضمن استراتيجية واضحة لتطوير القطاع.

كما أن السياحة الرياضية تمثل أحد الأبواب الواعدة التي لم تُستغل بعد بالشكل الأمثل، مشيرا إلى إمكانية التوسع الاستثماري في هذا النوع ضمن خطة تنموية شاملة، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية رياضية تؤهلها لاستضافة بطولات دولية وجذب سياح من مختلف الجنسيات.

أوضح النائب أن متوسط أسعار الإقامة السياحية في مصر يتراوح بين 180 و300 دولار لليلة، وهي أسعار تنافسية مقارنة بالأسواق العالمية، مما يعزز من قدرة مصر على جذب شرائح متعددة من السائحين، سواء الباحثين عن الفخامة أو السفر الاقتصادي.

يذكر أن القطاع السياحي والفندقي أسهم بنحو  1.4 تريليون جنيه في الناتج المحلي الإجمالي، ما يعادل 8.5% منه، ومتوقع أن يرتفع إلى 8.6% في 2025 مع نمو 4.9%.