هجرة الأثرياء من المملكة المتحدة تشير إلى مخاطر كبيرة

هجرة الأثرياء من المملكة المتحدة تشير إلى مخاطر كبيرة

تشهد المملكة المتحدة موجة نزوح لأصحاب الملايين والأثرياء، في ظل تغييرات ضريبية مرتقبة وخطط حكومية تهدف إلى تعديل نظام الإقامة الضريبية، بعدما كانت واحدة من الوجهات الأكثر شعبية للأثرياء في العالم للعيش والعمل.

وذكرت شبكة سي إن بي سي، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن “هذا الوضع بدأ يتغير الآن، مع فرار الأثرياء من نظام ضريبي عقابي جديد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة على البلاد”، مشيرة إلى قرار وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز بإلغاء الإعفاءات الضريبية على الصناديق الاستثمارية الخارجية، مما قد يعرّض ثروات هؤلاء لضريبة تصل إلى 40%.

وكانت ريفز قد كشفت عن خطة إنفاق ضخمة بقيمة 70 مليار جنيه إسترليني، يتم تمويلها من خلال اقتراض إضافي وزيادات ضريبية بلغت 40 مليار جنيه. كما ألغت المملكة المتحدة ما يُعرف بوضع “غير المقيم” — وهي سمة فريدة في نظام الضرائب تعود إلى عام 1799 — والتي كانت تسمح للأثرياء المقيمين في بريطانيا دون اعتبارها موطنهم الدائم، بدفع الضرائب البريطانية فقط على الدخل المكتسب داخل البلاد أو المحوّل إليها.

من جهتها، أشارت شركة التحليلات نيو وورلد ويلث، وشركة هنلي آند بارتنرز للاستشارات الاستثمارية في مجال الهجرة، إلى أن بريطانيا فقدت 10,800 مليونير بسبب الهجرة في عام 2024، بزيادة قدرها 157% مقارنة بعام 2023، وهي نسبة تفوق أي دولة أخرى باستثناء الصين.

كما تُشير التوقعات إلى أن 16,500 مليونير سيغادرون المملكة المتحدة هذا العام، وهو أكثر من ضعف العدد المتوقع سابقًا، ما يمثل أعلى صافي تدفق سلبي للأفراد ذوي الثروات العالية من أي بلد، منذ أن بدأت الشركة تتبع هجرة المليونيرات قبل 10 سنوات.

ومن بين المغادرين شخصيات بارزة للغاية، منهم ريتشارد جنود، نائب رئيس مجلس إدارة جولدمان ساكس، المولود في جنوب أفريقيا؛ وجون فريدريكسن، قطب الشحن النرويجي الأصل.

كما ذكرت شبكة سي إن بي سي أن لاكشمي ميتال، ملياردير صناعة الصلب المولود في الهند، والذي يتصدر بانتظام قائمة أغنى أغنياء بريطانيا، يدرس خياراته، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتخلى عن إقامته الضريبية في المملكة المتحدة.