كوريا الجنوبية تهدف إلى تمديد وقف الرسوم الجمركية الأمريكية

تسعى كوريا الجنوبية إلى تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية لمدة 90 يوما، والمقرر أن تنتهي الأسبوع المقبل، حيث من المرجح أن تستمر المفاوضات بعد الموعد النهائي المحدد بين سول وواشنطن.
وذكر تقرير شبكة “يو إس نيوز” الأمريكية، أن الإدارة الجديدة في كوريا الجنوبية عقدت أول محادثات تجارية رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وجولة ثالثة من المناقشات الفنية على مستوى العمل منذ اتفقت الدولتان في أواخر أبريل الماضي على صياغة حزمة تجارية تخفض التعريفات الجمركية الأمريكية قبل انتهاء فترة التوقف الأمريكية التي استمرت 90 يوما في التاسع من يوليو المقبل.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول تجاري كوري جنوبي رفيع المستوى اليوم الاثنين، قوله إن بعض الدول من المتوقع أن تتوصل إلى اتفاق بحلول 8 يوليو المقبل، بينما قد تمنح دول أخرى مهلة إضافية لمواصلة التفاوض، في حين ستختار بعض الدول ما إذا كانت ستواصل المفاوضات في ظل الرسوم الرسوم الجمركية أم لا.
وأضاف المسؤول: “سنبذل قصارى جهدنا للحصول على تمديد بحلول 8 يوليو لمواصلة المفاوضات”، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة قرارا بشأن تمديد إضافي في ذلك اليوم.
وصرح المسؤول بأنه خلال محادثات الأسبوع الماضي، أثارت الولايات المتحدة بشكل رئيسي قضايا تتعلق بالحواجز غير الجمركية لكوريا الجنوبية، حيث تفرض كوريا الجنوبية بالفعل تعريفات جمركية تكاد تكون معدومة على الواردات الأمريكية بموجب اتفاقية التجارة الحرة.
في الوقت نفسه، نقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، تحذيرات لخبراء تجاريين كوريين، من أن سياسات التعريفات الجمركية الشاملة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المتوقع أن يكون لها تأثير خطير على اقتصاد بلادهم ما يؤدي إلى تقويض الصادرات واستقرار أعمال الشركات الكورية، ودعوا حكومة سول إلى إجراء مفاوضات استباقية مع واشنطن.
وأعرب خبراء التجارة عن مثل هذه المخاوف بشأن إجراءات التعريفات الجمركية التي اتخذتها إدارة ترامب في جلسة استماع عامة عقدت لجمع آراء الجمهور حول استراتيجية التفاوض المحتملة لسول قبل أن تبدأ البلاد مفاوضات التعريفات الجمركية الكاملة مع الولايات المتحدة.
وقال يانج جو يونج، مدير مكتب الأمن الاقتصادي وأبحاث استراتيجية التجارة في المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة، إن “التدابير الجمركية الباهظة التي تفرضها الإدارة الأمريكية يمكن أن تلحق أضرارا هيكلية بالصناعات الكورية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تمثل أكثر من 18 % من صادرات كوريا الجنوبية، وأن بقاء الصناعات التحويلية الكورية، مثل السيارات وأشباه الموصلات والبطاريات ومعدات الآلات، مرتبط بشكل مباشر بإمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية”.
وتابع أن الوصول إلى السوق الأمريكية سيحدد مصير كوريا في حرب التكنولوجيا العالمية وإعادة هيكلة سلسلة التوريد، وحث الحكومة على السعي ليس فقط للحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية ولكن أيضا لتوسيع التعاون الصناعي الثنائي في الصناعات الرئيسية، مثل الدفاع وبناء السفن والطاقة، في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.
وبحسب دراسة جدوى أجراها معهد كوريا للسياسة الاقتصادية الدولية، فإن الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية من المرجح أن ينخفض بنسبة تتراوح بين 0.3 و0.4% إذا دخلت التدابير الجمركية الأمريكية، بما في ذلك تلك التي لم تفرض بعد، حيز التنفيذ بشكل كامل.
وفرضت إدارة ترامب رسوما جمركية بنسبة 50% على جميع واردات الصلب ورسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، في حين تخطط لفرض رسوم جمركية باهظة على واردات أشباه الموصلات والأدوية في المستقبل القريب.
لكن إذا توصلت سول إلى اتفاق مع واشنطن بعد بريطانيا والصين، بينما فشل آخرون في القيام بذلك، فقد تتمكن البلاد من تعويض بعض الخسائر المتوقعة في الصادرات، حسبما قال كيم يونج جوي، وهو باحث كبير في معهد الاقتصاد السياسي الكوري الجنوبي.
وتسعى كوريا الجنوبية إلى الحصول على إعفاء كامل أو تخفيض للرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها إدارة ترامب على البلاد، والتي تتألف من تعريفة متبادلة بنسبة 15% وتعريفة أساسية بنسبة 10%، بالإضافة إلى التعريفات القطاعية على الصلب والسيارات وغيرها من الواردات.