ارتفاع الأصول التركية بعد تأجيل القضية التي تهدد الحزب المعارض الرئيسي

ارتفعت الأصول التركية بعد أن أجلت محكمة قضية قد تُجبر حزب المعارضة الرئيسي على تغيير قيادته، ما يتيح متنفساً قصير الأمد للأسواق القلقة إزاء حالة عدم اليقين السياسي المتزايدة.
من المقرر انعقاد الجلسة القادمة في القضية، التي تنظر في مزاعم بحدوث مخالفات في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري لعام 2023 الذي انتُخب خلاله أوزغور أوزيل رئيساً، في 8 سبتمبر المقبل.
صعدت الليرة والأسهم والسندات التركية عقب القرار. وجرى تداول العملة التركية مرتفعة بنسبة 0.3% عند 39.80 مقابل الدولار، بينما صعد المؤشر الرئيسي لبورصة اسطنبول 3%. كما تراجع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات وعقود مبادلة مخاطر الائتمان لأجل خمس سنوات، وهما مؤشران رئيسيان على المخاطر.
قلق من إضعاف المعارضة
“يبدو أن مقولة إن عدم وجود أخبار خبر جيد تنطبق على الليرة في الوقت الحالي، حيث تفاعلت العملة بشكل إيجابي مع تأجيل جلسة المحكمة” على حد قول نيك ريس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في “مونيكس يوروب” (Monex Europe) في لندن.
وأضاف: “كانت المخاطر تتمثل في صدور حكم من شأنه أن يُضعف المعارضة ويزيد التوترات السياسية في تركيا، لكن التأجيل أدى لانخفاض حالة عدم اليقين ما سيدعم قوة الليرة مؤقتاً”.
وإذا قررت المحكمة في سبتمبر إلغاء نتائج المؤتمر، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة الرئيس السابق للحزب كمال كليجدار أوغلو، والذي يمتلك سجلًا من الحملات الانتخابية الفاشلة، أو وضع الحزب تحت الوصاية الحكومية. كلا السيناريوهين من شأنهما تصعيد التوترات السياسية واختبار ثقة المستثمرين التي بدأت لتوها في التعافي.
قلق الأسواق بسبب المعارضة التركية
ساورت الأسواق المخاوف بسبب حملة قمع متزايدة على المعارضة، بدأت باعتقال رئيس بلدية اسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، في مارس بتهم فساد ينفيها. وكان إمام أوغلو قد أيد ترشح أوزيل لقيادة الحزب خلال مؤتمر 2023.
أدى سجن إمام أوغلو لتخارج المستثمرين الأجانب من الأصول التركية، ودفع البنك المركزي لإنفاق مليارات الدولارات من الاحتياطي لدعم الليرة. وكان إمام أوغلو، الذي أدار مدينة يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، يعتبر أبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقبل جلسة المحكمة، قال وولفانغو بيكولي، الرئيس المشارك لشركة “تينيو” الاستشارية (Teneo) إن أوزيل “منذ انتخابه رئيساً لحزب الشعب الجمهوري، أحيا القواعد الشعبية للحزب وعزز جاذبيته بشكل كبير لدى شريحة أوسع من الناخبين”.
وأضاف أن “هذه العودة أقلقت الحكومة، التي أصبحت تنظر إلى أوزيل بشكل متزايد باعتباره رمزاً خطيراً للمعارضة لا يمكن السيطرة عليه”.
وتحت رئاسة أوزيل، ألحق حزب الشعب الجمهوري الهزيمة بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في بعض معاقله المحافظة وكذلك في مدن رئيسية مثل اسطنبول والعاصمة أنقرة خلال الانتخابات المحلية العام الماضي.
المصدر:
اقتصاد الشرق