“برين وايز” تسعى لاستقطاب شريحة سوقية تقدر بـ 45 مليار جنيه سنويًا

“برين وايز” تسعى لاستقطاب شريحة سوقية تقدر بـ 45 مليار جنيه سنويًا

في ظل التسارع الرقمي الذي يشهده قطاعا التجارة والتكنولوجيا المالية في المنطقة، تسعى الشركات الناشئة إلى تقديم حلول ذكية تدعم التحول المؤسسي والامتثال التشريعي بكفاءة ومرونة.

ومن بين هذه النماذج الصاعدة، تبرز شركة “برين وايز”، كشركة مصرية ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، تسعى لتمكين شركات تجارة الجملة والتجزئة من النمو المنظم من خلال منصة سحابية متقدمة تحمل إسم “نيكسس” Nexus.

وتركز “برين وايز” على سد فجوة حقيقية في السوق، إذ تمتلك الشركات كميات ضخمة من البيانات التشغيلية دون القدرة على تحليلها وتحويلها إلى قرارات عملية.

وتقدم “برين وايز” تجربة استخدام عربية مرنة، وتكاملات ذكية مع الأنظمة الضريبية والمالية في كل من مصر والسعودية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأسواق التي تخضع لتحولات تنظيمية متسارعة.

الوصول إلى 1000 شركة نشطة خلال 12 شهرًا

وتستهدف “برين وايز” جذب شريحة سوقية تقدّر قيمتها بحوالي 45 مليار جنيه سنويًا داخل مصر ودول الخليج، والتوسع خلال 12 شهرًا عبر جذب أكثر من 1000 شركة نشطة، وافتتاح مكتب في السعودية العام المقبل، وإغلاق جولة تمويل Seed لتوسيع فريق العمل وتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي.

قال أحمد أسامة، الرئيس التنفيذي لـ “برين وايز”، إن شركته تُعد شركة تكنولوجيا مالية متخصصة في تمكين شركات تجارة الجملة والتجزئة من النمو والتوسع من خلال حلول ذكية متقدمة تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.

وأوضح في حوار مع “البورصة” ، أن الشركة أطلقت منصتها المتطورة “نيكسس”، كنظام تخطيط لموارد المؤسسات والذي يعمل بشكل سحابي ذكي، صُمم خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات الساعية إلى التوسع، سواء من خلال فتح فروع جديدة، أو تحسين كفاءة سلاسل الإمداد، أو تطوير سياسات البيع والتحصيل.

أوضح أسامة أن شركته تستهدف جذب شريحة سوقية تقدّر قيمتها بحوالي 45 مليار جنيه سنويًا داخل مصر ودول الخليج، مشيراً إلى أنها تمثل جزءًا من السوق الأكبر الذي يشمل شركات تجارة الجملة والتجزئة متوسطة النمو.

ولفت الى أن تركيزهم في السوق المصري، ينصب على الشركات التي تتراوح إيراداتها السنوية بين 300 ألف جنيه و15 مليون جنيه، وهي الفئة التي تواجه تحديات في التحول الرقمي، والامتثال الضريبي، وإدارة النمو المؤسسي.

أما في السعودية، فإن التحول الإجباري نحو الفوترة الإلكترونية يفتح الباب أمام آلاف الشركات للبحث عن حلول متوافقة وسريعة وهو ما يفتح الفرص أمامنا للنمو .

وأشار إلى أن فكرة شركته جاءت بعد ملاحظة فجوة واضحة في السوق، إذ إن العديد من الشركات تمتلك بيانات تشغيلية ضخمة، تشمل فواتير ومخزون وحركة مبيعات، إلا أنها تفتقر إلى أداة تفهم هذه البيانات وتحولها إلى قرارات عملية تساعد في التوسع والنمو.

أضاف أنه من خلال منصة “نيكسس”، بات بإمكان الشركات الحصول على إجابات دقيقة في الوقت المناسب، مثل: متى يجب إعادة الطلب من المورد؟ أي العملاء مؤهل للحصول على تسهيلات أو تقسيط؟ ما المنتجات التي تحقق أعلى هامش ربح؟ وأين توجد فرص التوسع الجغرافي الجديدة؟.

وأكد أن نظام “نيكسس” يمثل المستشار المالي والتشغيلي الذكي للشركات، إذ يجمع بين إدارة البيع، والمخزون، والموارد البشرية، والتمويل، ضمن منصة واحدة متكاملة تدعم اتخاذ القرار وتسهل التوسع بثقة واستقرار.

أضاف أنهم يستهدفون من خلال هذا النظام قطاع الأعمال B2B وB2C، عبر تقديم تجربة استخدام عربية مرنة، وتكاملات جاهزة مع الأنظمة المالية والتجارية في الأسواق الإقليمية.

لفت أسامة إلى أن المنصة تمتاز بكونها ليست مجرد نظام تقليدي، بل منصة ذكية لاتخاذ القرار، مدعومة بمحرك تحليل متقدم من الشركة ، تمكن الشركات في كل من مصر والسعودية من إدارة عملياتها وتوسيع أعمالها بكفاءة غير مسبوقة.

وأوضح أن ما يميز المنصة فعليًا هو الجمع بين التكنولوجيا العميقة والفهم المحلي لطبيعة السوق، مشيراً إلى أنها منصة ذكية لتحليل واتخاذ القرار، و لا تكتفي بتسجيل البيانات، بل تحلل سلوك العملاء، وحركة المخزون، وتدفق الإيرادات، لتقدم توصيات فورية تساعد الشركات على اتخاذ قرارات استراتيجية في الوقت المناسب.

وأشار إلى أن النظام يدعم تكاملًا مباشرًا ومعتمدًا مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في السعودية، ويعمل على مواءمة كاملة مع متطلبات الفوترة الإلكترونية والضرائب في مصر، ما يتيح التزامًا تشريعيًا آمنًا وسلسًا.

ويمكن استخدامه بصورة مبسطة بالكامل باللغة العربية، إذ تستطيع الشركات في السوقين المصري والسعودي البدء باستخدام النظام خلال أيام، دون الحاجة إلى تدريب معقد أو فرق تقنية متخصصة.

وحصلت الشركة على دعم وثقة كيانات كبيرة مثل بنك أبوظبي الإسلامي من خلال شركة تكة، وشركة آى فاينانس في مصر، مما يعزز مصداقية الشركة في السوقين كمزود موثوق للحلول المؤسسية.

أضاف أن المنصة ليست مجرد برنامج محاسبة أو إدارة، بل أداة للنمو الذكي، والتوسع المنظّم، واتخاذ القرار بثقة، سواء في السوق المحلي أو في أسواق الخليج.

دراسة التواجد في الأسواق الإفريقية الناشئة  

وأشار إلى أن الشركة تدرس على المدى المتوسط التوسع في الأسواق الإفريقية الناشئة، خصوصًا تلك التي بدأت تتبنى سياسات رقمنة في قطاعي الضرائب والتجارة.

أوضح أسامة أن الشركة انطلقت بتمويل ذاتي بهدف إثبات فاعلية المنصة عمليًا، وأول استثمار خارجي جاء بعد نجاحهم في تطبيق النظام مع شركات موجودة بالفعل وتحقيق نتائج تشغيلية مباشرة.

وأضاف أنهم يستعدون حاليًا لجولة تمويل “Seed”، في ظل اهتمام متزايد من مستثمرين بالتوسع المؤسسي في السعودية.

وسيوظف التمويل في توسيع الفريق، وتطوير التكاملات الحكومية، وتعزيز مكونات الذكاء الاصطناعي لتقديم قيمة أعمق للعملاء في المنطقة.

أوضح أسامة أن الشركة تتبع نموذج برمجيات قائم على الاشتراك الشهري أو السنوي، مع مرونة كبيرة في التوسع حسب احتياجات العميل.

وقال إن نموذج الإيرادات المتبع لديهم يشمل مصادر متعددة، منها اشتراكات تشغيل النظام حسب عدد الفروع أو المستخدمين، رسوم استخدام الـ APIs وتحليل البيانات الذكي، دعم فني واستشاري متقدم، وتكاملات متخصصة مع مزودي الدفع الإلكتروني، وأنظمة التقسيط، والجهات الضريبية.

أضاف أنهم يعملون حاليًا على إعادة تصميم الباقات الخاصة بالسوق السعودي لتشمل حلولًا جاهزة للامتثال مع المتطلبات القانونية والضريبية.

قال أسامة إن الشركة لا تركز على سباق الميزات التقنية، بل على تقديم حل متكامل وجاهز للتنفيذ وذكي في جوهره.

وتتميز المنصة بثلاث نقاط رئيسة، هي الجاهزية الفعلية للامتثال لا سيما في السعودية، وسرعة النشر والتشغيل خلال أيام، وذكاء التشغيل المضمن الذي يتعلم من بيانات الشركة.

وأشار إلى أن عددًا قليلاً من الحلول المحلية أو الأجنبية يقدم مستوى الذكاء هذا بواجهة عربية سلسة دون التضحية بالمرونة.

الشركة تمتلك حلولاً لتطوير 70% من الأنظمة الحيوية للشركات 

وأوضح أسامة أن الفريق المؤسس يتكون من ثلاثة شركاء يمتلكون خبرات تقنية وتحليلية عميقة، ويقودون فريقًا يضم 12 عضوًا حاليًا.

وأضاف أن الشركة تولي اهتمامًا خاصًا باختيار الكفاءات القادرة على العمل في بيئات معقدة مثل السوق السعودي، كما يخطط لتوسيع فريق محلي في السعودية خلال العام المقبل”

وتطور الشركة أكثر من 70% من الأنظمة الحيوية داخليًا، مما يمنحها مرونة التخصيص والتحديث.

وأوضح أن الشركة تعمل على مجموعة تحديثات ذكية تشمل لوحة تحكم لحظية لحالة الامتثال الضريبي، ومحرك ذكاء اصطناعي لتحليل الفواتير وكشف المخاطر، وتكاملات مالية مع STC Pay وPayTabs، ونموذج تصنيف ائتماني داخلي.

كشف أسامة أن أبرز التحديات تشمل الدخول المبكر لأسواق معقدة تنظيميًا، وتكوين فريق قادر على مواكبة تغييرات تشريعية متسارعة، وكسر الحاجز النفسي لدى بعض الشركات تجاه الذكاء الاصطناعي.

وتغلبت الشركة على ذلك بتصميم تجربة ذكية وبناء نظام جاهز للتكامل قبل ظهور المتطلبات التنظيمية.

وجاء تقييم النجاح وفقًا لمؤشرات تشغيلية منها معدل الاستخدام اليومي الذي تجاوز 60%، والإيرادات الشهرية التى نمت 18%، ومعدل الإلغاء الذي لم يتجاوز 3%.

قال أسامة إنهم حصلو على جولة Pre-Seed استخدمت لتطوير البنية التحتية وتوسيع الفريق، ويعملون حاليًا على جولة Seed كما ذكرت.

وأضاف: “نخطط للتوسع في السعودية من خلال مكتب محلي وشراكات توزيع رسمية، مع التكامل مع مزودي خدمات مالية”.

وتابع:” السوق يدخل مرحلة جديدة من التطور وإعادة المفاهيم..و السؤال حاليًا لم يعد هل لديك نظام؟ بل هل نظامك يفهمك؟ والمنافسة تتحول من تقديم خصائص إلى تقديم قرارات قابلة للتنفيذ”.

أكد أسامة أن شركته تسعى خلال 12 شهرًا للوصول إلى 1000 شركة نشطة، وتعزيز الهيكل الفني، وكذلك إغلاق جولة Seed مع استثمار 60% من التمويل في التطوير.

واختتم حواره بنصيحة لرواد الأعمال: “لا تبدأ من التقنية، ابدأ من فهم السوق، والنجاح يقاس بقدرتك على حل مشكلات حقيقية بسرعة .. ابدأ بحل بسيط، واجعل السوق هو من يطوّرك”.