مبيعات السيارات في أوروبا تشهد انتعاشًا بسبب زيادة الطلب على الطرازات الهجينة.

شهدت سوق السيارات في أوروبا تحسناً طفيفاً في مايو، إذ أسهم الطلب القوي على السيارات الكهربائية والهجينة في تعويض التباطؤ الناتج عن تذبذب الاقتصاد بسبب التوترات التجارية العالمية.
ارتفعت تسجيلات السيارات الجديدة 1.9% الشهر الماضي على أساس سنوي إلى 1.11 مليون وحدة، بحسب البيانات الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية الأربعاء. وأسهم الارتفاع في الأسواق الرئيسية، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا، في ارتفاع الإجمالي، رغم التأثير السلبي للسوق الفرنسية.
يأتي التحسن في فترة حساسة للقطاع، إذ تتعامل شركات صنع السيارات في أوروبا مع عدد من التحديات في نفس الوقت، تراجع الطلب داخل القارة، وتزايد المنافسة من المصنعين الصينيين وفي مقدمتهم “بي واي دي”، وضغط سياسي لمواصلة التحول إلى مركبات أقل انبعاثات.
انتعاش في مبيعات السيارات الهجينة
شكلت السيارات الهجينة نقطة مضيئة في مايو، إذ صعدت مبيعات الطرز الهجينة القابلة للشحن الخارجي 46% لتتجاوز 100 ألف وحدة، في ظل استمرار المشترين في تفضيل الخيارات التي تجمع بين الطاقة الكهربائية من البطارية وخزان الوقود المألوف. كما شهدت مبيعات الطرز الهجينة الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً، ما يشير إلى أن كثيراً من المستهلكين لا يزالون مترددين في التحول إلى المركبات الكهربائية بشكل كامل في ظل استمرار ارتفاع أسعارها وتفاوت شبكات الشحن.
قفزت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل 27%، لترتفع حصتها السوقية الإجمالية إلى 17%، في ظل وصول مزيد من الطرز، واستمرار تطبيق الحوافز الحكومية في بعض الدول. رغم ذلك، تتفاوت وتيرة تبني هذه السيارات في المنطقة.
واصلت “تسلا” خسارة حصتها السوقية، إذ انخفضت تسليمات الشركة في أوروبا 28% الشهر الماضي في ظل تزايد المنافسة، وما يبدو من تأثير للدور السياسي للرئيس التنفيذي إيلون ماسك على الطلب.
سجلت “فولكس واجن” ارتفاعاً طفيفاً في المبيعات في مايو، بدعم من الإصدارين المحدثين من طرازي مركبة الدفع الرباعي “آي دي 4″، والسيدان “آي دي 7”. كما نالت علامة “سكودا” (Skoda) التجارية التابعة دفعة من طراز “إلروك” (Elroq) الجديد، وهي سيارة “كروس أوفر” كهربائية مُدمجة طُرحت للبيع في الآونة الأخيرة.
حصة السيارات الصينية تتضاعف
استمرت شركات صنع السيارات الصينية في النمو الكبير في أوروبا الشهر الماضي، بحسب بيانات منفصلة أصدرتها شركة “جاتو دايناميكس” (Jato Dynamics) الثلاثاء. فبلغت مبيعات الشركات الصينية 65808 مركبة على مستوى 28 سوقاً أوروبية، لترتفع حصتها السوقية إلى 5.9% من 2.9% في الفترة نفسها العام الماضي، ما يمثل زيادة بنحو الضعف، وسجلت “بي واي دي” عدداً مقارباً لما سجلته “تسلا” الشهر الماضي، بعد التفوق على الشركة الأميركية لأول مرة في أبريل، بحسب شركة الأبحاث.
لكن يبدو أن جزءاً من هذا النمو كان على حساب “ستيلانتيس”، حيث تراجعت مبيعاتها 3% في مايو، بينما تستمر معاناة صانعة سيارات “جيب” و”بيجو”. وتسلط النتيجة الضوء على التحدي الذي يواجهه الرئيس التنفيذي الجديد أنطونيو فيلوسا في تحسين أداء الشركة المتراجع على مستوى المنطقة، حيث تراجعت المبيعات في ظل مجموعة من الطرز القديمة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية، وأخطاء في تسعير السيارات الكهربائية.
تواجه “رينو” (Renault) أيضاً فراغاً إدارياً، إذ من المقرر أن يستقيل الرئيس التنفيذي لوكا دي ميو الشهر المقبل. وارتفعت تسجيلات الشركة 4.6% في مايو، مع تعويض الطلب القوي على طرازات “داسيا” انخفاض مبيعات علامة “رينو” التجارية.
المصدر:
اقتصاد الشرق