توقعات بزيادة ملحوظة في أسعار النفط بعد استهداف الولايات المتحدة لمرافق نووية إيرانية

تترقب أسواق الطاقة العالمية ارتفاعاً حاداً في أسعار النفط عند افتتاح التداولات، وذلك على خلفية تصعيد عسكري خطير تمثّل في شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وكان خام برنت قد أنهى الأسبوع عند 77 دولاراً للبرميل، مرتفعاً بأكثر من 31% مقارنة بمستوياته المتدنية في مايو، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 74 دولاراً، صاعداً من أدنى مستوى له هذا العام البالغ 55.20 دولاراً.
وجاء هذا التصعيد بعد سلسلة من التطورات المتسارعة بدأت بهجوم إسرائيلي على إيران، الدولة ذات الثقل الكبير في سوق النفط العالمي. وتفاقم الوضع مع تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية “عنيفة” استهدفت مواقع نووية حساسة في فردو ونطنز وأصفهان، وهي منشآت تُعد من ركائز البرنامج النووي الإيراني.
وفي المقابل، توعّدت طهران بالرد، إذ وجّه المرشد الأعلى علي خامنئي تحذيراً قال فيه إن الهجوم سيتسبب في “أضرار لا يمكن إصلاحها”.
ويخشى مراقبون من أن تلجأ إيران إلى استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، أو تصعيد عملياتها ضد إسرائيل، وسط تحذيرات من احتمال عرقلة حركة الشحن في مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو ربع الإمدادات العالمية من النفط.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن أحد المحللين قوله إن “الهجوم الأمريكي قد يؤدي إلى انفجار أوسع في الصراع، مع احتمال رد إيراني يشمل استهداف البنية التحتية النفطية الأمريكية في العراق أو تعطيل الملاحة في الخليج”.
وفي ظل هذا التصعيد، يُتوقع أن تستفيد الدول المنتجة الكبرى مثل السعودية وروسيا من ارتفاع الأسعار، لا سيما بعد أن رفعت إنتاجها تدريجياً خلال الأشهر الماضية.
وكانت زيادة المعروض، إلى جانب تصاعد احتمالات الركود العالمي، قد أسهمتا في الضغط على الأسعار مطلع العام، حيث لامس خام برنت أدنى مستوياته عند 57 دولاراً، بينما هبط خام غرب تكساس إلى 55 دولاراً.
لكن استمرار التصعيد قد يعيد رسم خريطة الأسعار. وتشير التحليلات إلى أن أثر الهجوم على الأسعار قد يظل محدوداً في حال جاء رد إيران ضعيفاً، وهو احتمال وارد بالنظر إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها، إضافة إلى موقف الحياد الذي التزمه شركاؤها الاستراتيجيون مثل الصين وروسيا حتى الآن.
من الناحية الفنية، تُظهر الرسوم البيانية اليومية أن خام برنت تجاوز مستوى دعم مهم عند 58.8 دولاراً، مشكّلاً نموذج “القاع المزدوج”، قبل أن يخترق مستوى 68.57 دولاراً، وهو الأعلى منذ 24 أبريل، كما تجاوز السعر متوسطَي الـ50 والـ200 يوم، في إشارة إلى عودة الزخم الصعودي إلى الأسواق.
وأضافت بلومبرغ أن تطورات الساعات المقبلة، ورد فعل إيران، تبقى العامل الحاسم في تحديد اتجاه الأسعار على المدى القصير.