صادرات القطاع الغذائي تتفوق على الحرب ما عدا “نفقات الشحن”

صادرات القطاع الغذائي تتفوق على الحرب ما عدا “نفقات الشحن”

تسيطر حالة من الثقة على القطاع التصديري للصناعات الغذائية المصري، رغم اشتداد الحرب بين إيران وإسرائيل، وتصاعد التهديدات بتوسيع الصراع.

واعتبر عدد من قيادات القطاع، أن التأثيرات المباشرة للحرب لا تمثل تهديداً حقيقياً للصادرات المصرية، عدا طول مدة الشحن وارتفاع تكلفتها.

قال تميم الضوي نائب المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الغذائية، إن صادرات القطاع مرشحة لتحقيق نمو بنسبة 15% العام الحالي، لتتجاوز حاجز 7 مليارات دولار ، مقارنة بنحو 6.1 مليار دولار تم تسجيلها 2024.

وأوضح لـ«البورصة»، أن هذا النمو المرتقب يعود إلى زيادة الطلب الخارجي على المنتجات الغذائية، بجانب قدرة الشركات المصرية على التكيف مع الأزمات والتحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

أوضح الضوي، أن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، لا تشكل تهديداً مباشراً لصادرات الصناعات الغذائية أو الحاصلات الزراعية المصرية، نظرًا لأن السوقين الإيراني والإسرائيلي لا يعتبران من بين الأسواق الرئيسة المستوردة من مصر.

وأشار إلى أن التأثيرات المحتملة للحرب قد تظهر فقط في بعض الأسواق القريبة جغرافياً من منطقة النزاع، مثل الأردن والعراق، نتيجة موقعها اللوجيستي الحساس، وقد تحدث تأخيرات طفيفة في الشحنات.

أضاف أن الدول العربية تمثل الوجهة الرئيسة لصادرات الصناعات الغذائية المصرية، إذ تستحوذ على نحو 55% من إجمالي الصادرات، مع تركيز خاص على أسواق دول الخليج، التي لم تتأثر حتى الآن بالأوضاع الجيوسياسية، سواء في حركة الملاحة أو النقل البري.

اقرأ أيضا: 19 مليار دولار صادرات مستهدفة للحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية بحلول 2030

وتابع: “الحروب غالبًا ما تؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات الغذائية، وهو ما يعوض جزئياً عن التحديات الناتجة عن تلك الأوضاع”، معرباً عن ثقته في استمرار القطاع في تحقيق معدلات نمو إيجابية خلال الفترة المقبلة.

أشار الضوي، إلى أن بعض التأثيرات قد تظهر على صادرات المنتجات المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما الضفة الغربية، متوقعًا حدوث تراجع محدود في أرقام التصدير إلى تلك المناطق خلال الفترة الحالية.

وبلغ إجمالي صادرات المنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية الطازجة 4.18 مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مقابل 4.05 مليار دولار خلال الفترة نفسها من 2024، بنمو سنوي 3 %.

واستحوذت صادرات الصناعات الغذائية على 2.21 مليار دولار، من إجمالي صادرات الأشهر الأربعة مقابل 2.14 مليار دولار يناير ـ أبريل 2024.

سرحان: التأثير المحتمل يقتصر على حركة النقل البري إلى العراق

وقال أحمد سرحان الرئيس التنفيذي لشركة “فروتيلا” للصناعات الغذائية، إن استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف شحن صادرات الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية من مصر.

أضاف أن الشركة تستهدف تحقيق 20% نموا في صادراتها بنهاية العام الحالي، من خلال التوسع في أسواق جديدة منها كندا وأمريكا اللاتينية، في ظل التراجع الملحوظ في دخول المنتجات الأمريكية إلى تلك الدول نتيجة ارتفاع أسعارها بفعل الرسوم الجمركية المتبادلة.

أشار سرحان ، إلى أن الأسواق الرئيسة لصادرات “فروتيلا” تتركز في أوروبا وأمريكا اللاتينية وجنوب وشرق آسيا، وهي مناطق بعيدة جغرافياً عن بؤرة التوتر، وهو ما يقلل التأثير المباشر على حركة التجارة معها.

أضاف أن التأثير المحتمل يقتصر على حركة الشحن البري المتجهة إلى العراق .. لكنه استبعد أن تكون هناك تأثيرات كبيرة على مجمل صادرات القطاع.

ولفت إلى أن الشركة تصدر مجموعة من المنتجات الزراعية، أبرزها الموالح، والرمان، والبطاطا، والثوم، والبصل.

يحيى: مدة الشحن تضاعفت لـ 40 يوماً بسبب امتداد التوترات للبحر الأحمر 

وقال كريم يحيى، مدير التصدير بشركة “أكت أجري” للاستيراد والتصدير، إن التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها الحرب الإيرانية الإسرائيلية، أدت إلى مضاعفة مدة شحن المنتجات الغذائية من مصر إلى العديد من الأسواق العالمية.

وأوضح أن مدة الشحن ارتفعت من 20 يوماً لتصبح 40 يوماً، نتيجة اضطرار الخطوط الملاحية إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر، ما أضاف مزيداً من الأعباء على المصدرين.

وأكد يحيى ، أن هذه التغيرات قد تؤدي إلى ارتباك في تنفيذ العقود التصديرية، في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً مستمراً في أسعار الشحن.

وأشار إلى أن سعر صرف الدولار، مع تزايد التوترات الإقليمية، يسهم بشكل مباشر في زيادة تكلفة المنتج النهائي، وهو ما قد ينعكس سلباً على تنافسية الصادرات المصرية في الأسواق الخارجية.

بقلم:
إسراء كامل