الأسواق الآسيوية تشهد تبايناً amid تصاعد المخاوف من النزاع بين إيران وإسرائيل

تداولت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، وسط قلق من أن يؤدي تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى تورط مباشر للولايات المتحدة. وشهدت الأسهم الآسيوية أداءً متبايناً، بعد تراجع في وول ستريت.
ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة بلغت 1.1% في التعاملات الآسيوية، بعد قفزة بأكثر من 4% أمس الثلاثاء. وتراجعت الأسهم في هونغ كونغ، فيما ارتفعت في اليابان، بعد أن أغلق مؤشر “إس آند بي 500” متراجعاً بنسبة 0.8% في نيويورك.
وأدت بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع أمس الثلاثاء إلى تعميق تراجع الأسهم الأمريكية، فيما دعمت السندات قبيل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أما مؤشر بلومبرج للدولار، فقد شهد تغيراً طفيفاً في آسيا، بعد أن سجل أكبر مكسب يومي له خلال شهر في جلسة نيويورك. كما حافظت سندات الخزانة الأمريكية على مكاسبها التي تحققت الثلاثاء، مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية، وضعف بيانات مبيعات التجزئة والإسكان والإنتاج الصناعي، ما عزز التوقعات بخفض الفائدة من جانب الفيدرالي.
تهديدات ترامب ترفع الأسعار
واصلت أسعار النفط مكاسبها أمس الثلاثاء بعدما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”الاستسلام غير المشروط” من إيران، وهدّد بضربة محتملة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قبيل اجتماعه مع فريق الأمن القومي.
وتُعتبر الأسلحة الأمريكية ضرورية لتحقيق تدمير أكثر شمولاً للبرنامج النووي الإيراني مما يمكن لإسرائيل تنفيذه بمفردها.
وكتب ستيفن دوفر، كبير استراتيجيي السوق ورئيس “معهد فرانكلين تمبلتون”، في مذكرة للعملاء، أن “النزاعات في الشرق الأوسط تزيد من علاوة المخاطرة، وهو ما يفسّر جزئياً تراجع أسواق الأسهم العالمية. ولكن طالما لم يتصاعد النزاع بشكل كبير، فإننا نتوقع تراجع العلاوات والأسعار إلى مستويات أدنى”.
بيانات اقتصادية باهتة تزيد الغموض
راقب المتداولون عن كثب البيانات الاقتصادية، حيث تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية للشهر الثاني على التوالي، ما يشير إلى أن القلق بشأن الرسوم الجمركية والوضع المالي الأمريكي، قد دفع المستهلكين إلى التراجع، بعد موجة إنفاق في مطلع العام. كما انخفض الإنتاج الصناعي، وسجلت ثقة شركات بناء المنازل أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022.
وقال بريت كينويل من “eToro”: “ينبغي على المستثمرين توقع استمرار التقلب في البيانات الاقتصادية بسبب الآثار المتبقية للسياسة التجارية. فالاقتصاد والمستهلك ما زالا صامدين حتى الآن، لكن هناك إشارات على وجود هشاشة، وقد تظهر مخاطر في النصف الثاني من العام، لا سيما إذا شهدنا تباطؤاً إضافياً في التوظيف أو الإنفاق”.
الاحتياطي الفيدرالي تحت المجهر
مع بدء اجتماع مسؤولي الفيدرالي لمدة يومين في واشنطن، واصل المتداولون المراهنة على خفضين في أسعار الفائدة هذا العام، أولها بات مسعّراً بالكامل في أكتوبر.
ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي على الفائدة من دون تغيير في اجتماعي يونيو ويوليو، لكنه قد يلمّح إلى نواياه من خلال تحديث توقعاته الاقتصادية وتوقعات أسعار الفائدة اليوم الأربعاء.
وقد يؤدي اجتماع رابع على التوالي من دون خفض في أسعار الفائدة، إلى إطلاق هجوم كلامي جديد من الرئيس ترامب. إلا أن صناع السياسات كانوا واضحين في موقفهم: لا يمكنهم التحرك قبل أن تحسم الإدارة الأميركية ملفات التعرفة الجمركية والهجرة والضرائب. كما أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية، أضافت بُعداً جديداً من الغموض للاقتصاد العالمي.
وقال أندرو تايلر، رئيس استخبارات السوق العالمية لدى “جيه بي مورغان تشيس”: “رغم وجود ذهنية (شراء الانخفاض) التي كافأ بها المستثمرون أنفسهم هذا العام بتجاهل الأخبار السلبية، فإننا نعتقد أن من الأفضل تقليص المخاطر حالياً. التمركزات في السوق تشير إلى أن الانخفاض كان وشيكاً، بغض النظر عن الأزمة بين إسرائيل وإيران”.
توقعات بتفوق الأسواق العالمية على الأسهم الأمريكية
أشار أحدث استطلاع لمديري الصناديق أجراه “بنك أوف أمريكا” إلى أن الأسهم العالمية ستتفوق على الأسهم الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة، في مؤشر إلى أن المستثمرين باتوا يرون أن هيمنة السوق الأمريكية تقترب من نهايتها.
فقد توقع 54% من مديري الأصول أن تكون الأسهم الدولية أفضل الأصول أداءً، فيما اختار 23% الأسهم الأميركية. و13% فقط رجحوا أن يحقق الذهب أفضل العوائد، في حين راهن 5% فقط على السندات. وهذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها الاستطلاع من المستثمرين التنبؤ بأفضل فئة أصول على مدى أفق زمني من خمس سنوات.
المصدر:
اقتصاد الشرق