مستثمرون يسحبون استثماراتهم من الولايات المتحدة بعد الفوضى التجارية الناتجة عن “ترامب”

حذّر محللون من أن الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة قد يتعرض للخطر بسبب الضرائب “الانتقامية” الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، بالإضافة إلى حملة التعريفات الجمركية.
ونقلت صحيفة التليجراف البريطانية عن رئيس أحد كبار سماسرة البورصة في مدينة لندن، قوله إن المستثمرين ينقلون أموالهم من الولايات المتحدة إلى أوروبا في أعقاب اندلاع الحرب التجارية التي يشنّها ترامب.
وأوضح ستيفن فاين، الرئيس التنفيذي لشركة “بيل هانت”، أن التجار المذعورين سحبوا “كمية هائلة من الأموال” من الأسواق الأمريكية في الأشهر الأخيرة، وذلك أساسًا بسبب حملة التعريفات الجمركية التي أطلقها ترامب في ما يُعرف بـ”يوم التحرير”.
وأشار إلى أن تصرفات ترامب، خصوصًا في ما يتعلق بالسياسات التجارية، أدّت إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مما دفع المستثمرين إلى القلق من تركيز استثماراتهم في بلد واحد، مثل الولايات المتحدة.
وتساءل فاين: “هل ما زالت أمريكا مكانًا آمنًا وجذابًا للاستثمار في السنوات المقبلة؟”، موضحًا أنه خلال السنوات الخمس الماضية، كانت الاستثمارات في السوق الأمريكية، مثل مؤشر S&P 500، تحقق أرباحًا جيدة، لكن بعد “يوم التحرير”، بدأ الناس يعيدون النظر.
وأضاف: “استمرت حالة عدم اليقين في التأثير السلبي على نشاط أسواق رأس المال خلال هذه الفترة، مدفوعةً بالمخاطر الجيوسياسية، والانتخابات، ومخاوف الركود التضخمي، والتعريفات الجمركية الأمريكية”.
ويُعد هذا التحول في معنويات المستثمرين تحوّلًا كبيرًا، إذ تم ضخ نحو 24 تريليون دولار في الأصول الأمريكية منذ عام 2010، وفقًا لبيانات بنك “بيل هانت”.
كما حذّر البنك من التأثير السلبي للرسوم الجمركية على إبرام الصفقات في الحي المالي، لا سيما في ظل ندرة الإدراجات في بورصة لندن، حيث كانت مستويات النشاط في أسواق الأسهم البريطانية “منخفضة بشكل غير مسبوق تاريخيًا” خلال العام الماضي.
من جانبه، أشار كالوم بيكرينغ، كبير الاقتصاديين في “بيل هانت”، إلى ضعف الدولار كمثال على تراجع ثقة المستثمرين بالولايات المتحدة.
وقد تراجع الدولار بنحو 8% مقابل الجنيه الإسترليني منذ بداية العام، وانخفض بنحو 11% مقابل اليورو خلال نفس الفترة.
في الوقت نفسه، تسود مخاوف من أن المادة 899 من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يدعمه ترامب، قد تأتي بنتائج عكسية وتُقوّض مكانة الدولار كملاذ آمن.