صادرات المعادن من الخليج لا تتأثر برسوم ترامب الجمركية.

قد لا يُشكل رفع الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الألمنيوم والصلب ضربة قاسية لمصدّري المعادن في الخليج، الذين يستفيدون من ميزة انخفاض تكاليف الطاقة ويسعون إلى تنويع أسواق التصدير.
وبموجب قرار أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت الولايات المتحدة بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب لتصل إلى 50%، في خطوة تعكس تشدداً متزايداً في السياسة الحمائية وسط توترات تجارية عالمية مستمرة.
ورغم هذه الزيادة، من المرجح أن يحافظ منتجو دول مجلس التعاون الخليجي على قدرتهم التنافسية، بفضل كلفة الطاقة المنخفضة، التي تُعد عنصراً حاسماً في صناعة المعادن كثيفة الاستهلاك للطاقة، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.
وقال فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة «سنشري فاينانشال» (Century Financial) ومقرها دبي: «الميزة الأكبر التي يتمتع بها منتجو الصلب والألمنيوم في الخليج هي تدني تكاليف الطاقة». وأضاف: «إنتاج هذه المعادن يتطلب كميات كبيرة من الطاقة، لذا فإن توفر الطاقة الرخيصة يساعدهم في الحفاظ على تنافسيتهم حتى مع فرض رسوم إضافية».
في عام 2024، صدّرت الإمارات ما يقارب 350 ألف طن متري من الألمنيوم إلى الولايات المتحدة، ما جعلها ثاني أكبر مورد بعد كندا التي صدّرت أكثر من 3.15 مليون طن، وفق بيانات «إدارة التجارة الدولية» بالولايات المتحدة. كما جاءت البحرين ضمن أكبر خمسة مصدرين للألمنيوم إلى الولايات المتحدة، إلى جانب صادرات إضافية من السعودية وقطر وسلطنة عمان.
وبشكل إجمالي، شكّلت واردات الألومنيوم من دول مجلس التعاون الخليجي نحو 16% من إجمالي واردات الولايات المتحدة من الألومنيوم خلال الفترة الممتدة من يونيو 2024 إلى مايو 2025.
ورغم ذلك، تبدو البحرين أكثر عرضة لمخاطر الرسوم مقارنة بجيرانها، إذ أوضح جيمس سوانستون، محلل اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ«كابيتال إيكونوميكس» (Capital Economics) أن صادرات البحرين من الألمنيوم والصلب إلى الولايات المتحدة تعادل 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2024. إلا أن 15% فقط من صادرات الألمنيوم البحرينية تذهب إلى السوق الأميركية، فيما تُوجَّه النسبة الأكبر إلى أسواق مثل السعودية وتركيا وهولندا.
في المقابل، قد تستفيد الإمارات من نقل جزء من إنتاج الألمنيوم إلى الداخل الأميركي. فقد أعلنت شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» أخيراً عن مشروع بقيمة مليارات الدولارات لبناء مصهر جديد في ولاية أوكلاهوما. المشروع، الذي كُشف عنه خلال زيارة ترامب إلى الخليج في مايو، يُتوقع أن يضيف طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 600 ألف طن، أي ما يقارب مضاعفة إنتاج الألمنيوم المحلي في الولايات المتحدة، كما سيوفر ما يصل إلى 4,000 فرصة عمل في البناء و1,000 وظيفة دائمة.
ولا تتجاوز حصة دول الخليج من واردات الولايات المتحدة من الصلب 1%، ومعظمها يأتي من الإمارات والسعودية. ومع ذلك، تبقى الولايات المتحدة ثالث أكبر سوق لصادرات الصلب الخليجية، حيث تستحوذ على نحو 6% من إجمالي الشحنات الصادرة من المنطقة.
وأشار فاليشا إلى أن «الرسوم المفروضة على منتجي الصلب في المنطقة سيكون لها بعض التأثير»، مضيفاً أن «هذا التأثير يمكن التخفيف منه من خلال التوجه إلى أسواق بديلة».