«اللجنة الأولمبية الآسيوية» تؤكد تأييدها لمبادرة «تروجينا» في السعودية رغم القلق من التأخيرات

جدد «المجلس الأولمبي الآسيوي» (OCA) تأكيده دعمه لمشروع «تروجينا» في السعودية، المقرر أن يستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029، وذلك في وقت تتزايد فيه التساؤلات بشأن التأخيرات في أعمال البناء وإمكانية تنظيم حدث رياضي شتوي في بيئة صحراوية.
وقال متحدث باسم المجلس في تصريح لموقع AGBI: «يستحق المشروع دعمنا الكامل، ونتطلع لرؤية هذه الرؤية وهي تتجسد على أرض الواقع»، مشيراً إلى أن المجلس «راضٍ عن التقدم القوي المحرز».
ويأتي هذا التأكيد بعد تقارير، من بينها تقرير لوكالة «بلومبرغ»، أثارت تساؤلات حول ما إذا كان المنتجع الجبلي سيُنجز في الوقت المحدد. وعند سؤال المجلس عما إذا كانت أعمال البناء ستُستكمل قبل موعد الألعاب، أو ما إذا كان هناك خطة بديلة، امتنع عن التعليق.
خطط طموحة لـ«تروجينا»
أُطلق مشروع «تروجينا» عام 2022 بمبادرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويُعد جزءاً محورياً من مشروع «نيوم» العملاق الذي تصل قيمته إلى 500 مليار دولار، ويمتد المشروع على مساحة تتجاوز 1,400 كيلومتر مربع، ويقع على ارتفاع يتراوح بين 1,500 و2,600 متر فوق سطح البحر، حيث يُسوَّق كوجهة جبلية على مدار العام.
وتتضمن الخطط إنشاء 30 كيلومتراً من منحدرات التزلج مدعومة بشبكة واسعة من الثلج الصناعي، مع نقل المياه من أكثر من 200 كيلومتر قرب خليج العقبة.
وقال المدير التنفيذي للمشروع، ريتشارد سكوت، في مقطع فيديو للشركة نُشر في مارس الماضي: «معظم الثلج في «تروجينا» سيكون صناعياً، لقد أظهرت اختباراتنا الشتوية الحاجة إلى ثلج مناسب لكل الأجواء، وسيتم تخزين إنتاج كل منطقة لمدة 12 ساعة وتوزيعه على جميع المنحدرات».
وكانت السعودية قد حصلت على حق استضافة الألعاب في أواخر عام 2022، لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تنال حق الاستضافة. لكن سير العمل يخضع لمتابعة دقيقة في ظل تباطؤ وتيرة البناء، وتحديات الاستدامة، وتغير الأولويات المالية.
وكشف استعراض داخلي في عام 2023، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن تكاليف المشروع ارتفعت بأكثر من 10 مليارات دولار.
ضغوط مالية وتكهنات حول نقل البطولة
أدت تقلبات أسواق النفط إلى دفع المسؤولين السعوديين لإعادة تقييم الجداول الزمنية وحجم المشروعات العملاقة، ومنها «تروجينا» و«نيوم». كما أشارت تقارير إعلامية إلى احتمال نقل دورة الألعاب لعام 2029 إلى كوريا الجنوبية أو الصين إذا استمرت التأخيرات.
وسعت «نيوم» إلى الرد على هذه المخاوف ببيان لموقع AGBI، أكدت فيه أن «العمل في «تروجينا» مستمر ويتقدم وفق خطة مرحلية تركز على المعايير الدولية والاستدامة طويلة الأمد والمخرجات الموروثة»، مضيفة أن «نيوم» واللجنة المنظمة المحلية تعملان بتنسيق وثيق مع المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية.
تحديات أمام المقاولين
أقر المقاولون العاملون في المشروع بوجود بعض العقبات المبكرة. فقد أعلنت شركة «إيفرسينداي» (Eversendai) الماليزية المدرجة في بورصة كوالالمبور، والمكلفة بأعمال الفولاذ في قرية التزلج بـ«تروجينا»، أن البناء مستمر «دون انقطاع» رغم التضاريس الصعبة.
وقالت الشركة في بيان نشرته منصات إعلامية: «كما هو الحال في أي مشروع من هذا النوع، ظهرت تحديات في المراحل الأولى، خاصة فيما يتعلق بالجداول الزمنية للتنفيذ وظروف الصخور المعقدة بشكل غير متوقع»، مضيفة أن «هذه القضايا مهمة، لكنها ليست مستعصية على الحل».
وكانت الشركة قد أعلنت عن عقد «تروجينا» في مارس 2023، واصفة إياه بأنه «أكبر وأصعب مشروع لها»، مؤكدة في تقريرها السنوي لعام 2024 أن العمل «يتقدم بشكل جيد».
في المقابل، خفّضت شركات أخرى توقعاتها بشأن العمل في «نيوم». فقد صرحت شركة «كيلر غروب» (Keller Group) البريطانية المدرجة في البورصة والمتخصصة في الهندسة الجيوتقنية، أنها لا تملك حالياً أي مشاريع ضمن «نيوم».
وقال المدير المالي للشركة، ديفيد بورك، خلال إعلان نتائج نصف السنة: «لم ننجز المزيد في (نيوم)، وليس لدينا أي توقعات حالياً بالعودة للعمل هناك ضمن خططنا المستقبلية».
كما أعلنت شركة «تريفي فينانزياريا إندستريالي» (Trevi Finanziaria Industriale) الإيطالية أن محفظتها في «نيوم» باتت «صفر إيرادات محتملة» بعد إنهاء أحدث عقودها في مشروع «ذا لاين» (The Line)، المدينة الصحراوية الممتدة بطول 170 كيلومتراً.
وقال الرئيس التنفيذي جوزيبي كاسيلي خلال مكالمة أرباح الشهر الجاري إن العميل «يعيد تقييم بعض جوانب الهندسة لتلبية متطلبات فنية إضافية»، مضيفاً: «نأمل أن تُطرح جولات جديدة من العطاءات قبل نهاية العام للأنشطة المتعلقة بالمكونات الأخرى».