الدولار يستعيد مكانته… هل كان باول مفرطاً في تصريحاته بـ “جاكسون هول”؟

الدولار يستعيد مكانته… هل كان باول مفرطاً في تصريحاته بـ “جاكسون هول”؟

بدأ مؤشر الدولار الأميركي في التعافي خلال تعاملات اليوم الاثنين، معوضاً بعضا من الخسائر الحادة، التي تكبدها على مدار الأسبوع الماضي، وبلغت ذروتها نهاية تعاملات الأسبوع تزامنا وتصريحات أقل تشددا من رئيس «الفيدرالي»، فتحت الباب أمام خفض الفائدة.

وسجل الدولار ارتفاعاً طفيفاً أمام اليورو والين والإسترليني، بعد وصوله إلى أدنى مستوى له خلال أربعة أسابيع، نتيجة تلميحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول بالتحول نحو تيسير السياسة النقدية.

الدولار اليوم 

◄ ارتفع مؤشر الدولار اليوم الاثنين مقابل سلة من ست عملات بينها اليورو والين والإسترليني، نحو 0.2% إلى مستويات 97.9 نقطة.

◄ قبل تصريحات باول في «جاكسون هول» وصل مؤشر الدولار، مقابل ستة عملات منافسة، إلى 98.61 في طريقه لتحقيق مكاسب 0.7% خلال الأسبوع، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين.

◄ انخفض الدولار بعد تصريحات باول يوم الجمعة الماضي، إلى مستويات 97.7 نقطة، ليسجل التراجع الأسبوعي الثالث على التوالي خاسرا ما يقرب من 0.3%.

العملات الرئيسية

◄ ارتفع الدولار 0.2% مقابل اليورو ليصل إلى 1.1702 دولار لكل يورو، لكنه لا يزال قريبا من أدنى مستوى سجله يوم الجمعة عند 1.174225 دولار، وهو مستوى لم يُسجل منذ 28 يوليو.

◄ صعد الدولار أيضا 0.1% أمام الجنيه الاسترليني إلى 1.3502 دولار بعد انخفاض بنسبة 0.8% في الجلسة السابقة.

◄ ازداد الدولار الأميركي 0.4% مقابل الين الياباني إلى 147.46 ين، ليستعيد جزءا من خسارته السابقة التي بلغت 1%.

◄ تراجع الدولار الأسترالي 0.1% أمام نظيره الأميركي  0.6484 دولار، بعد أن قفز 1.1 % إلى أعلى مستوى له خلال أسبوع عند 0.6523 دولار في الجلسة السابقة.

◄ هبط الدولار النيوزيلندي 0.15% مقابل نظيره الأميركي إلى 0.58145 دولار بعد أن تكبد خسارة أسبوعية 1.5%، في أكبر هبوط له منذ أكثر من أربعة أشهر.

صدمة باول

لفت رئيس «الفيدرالي» جيروم باول إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل، لكنه شدد على أن المستوى المرتفع من عدم اليقين يصعب مهمة صانعي السياسة النقدية، مشيرا إلى أن التغيرات الكبيرة في السياسات الضريبية والتجارية والهجرة غيرت توازن المخاطر.

قال باول: «سوق العمل لا تزال قوية، والاقتصاد أظهر مرونة، لكن المخاطر تزايدت، في حين أن التعريفات الجمركية قد تدفع التضخم للارتفاع مجدداً، وهو سيناريو يريد (الفيدرالي) تجنبه، مشيرا إلى أن  سعر الفائدة القياسي لـ(الفيدرالي) أصبح أقل 1% مقارنة بالعام الماضي».

أضاف باول: «معدل البطالة منخفض، ما يسمح بالتقدم بحذر أثناء النظر في تعديل موقف السياسة النقدية، كما أن السياسة النقدية مشددة، والتوقعات الأساسية وتغير توازن المخاطر قد يستدعي تعديل الموقف».

لم يٌفرط

لم تخل تصريحات باول كما اعتادتها الأسواق، من الإشارة إلى الارتكان إلى البيانات، إذ قال: «الظروف تسمح بالمضي قدماً، وندرس التغييرات في سياستنا، كما أن قرارات لجنة السوق المفتوحة ستتخذ استناداً فقط إلى تقييم البيانات».

رئيس «الفيدرالي» أضاف: «لن نحيد عن هذا النهج، رغم أن أثر التعريفات الجمركية قد يكون قصير المدى، إلا ان انتقال هذه الآثار عبر سلاسل التوريد وشبكات التوزيع قد يستغرق وقتاً أطول».

تابع باول: «(الفيدرالي) سيواصل مراجعة سياساته كل 5 سنوات للتكيف مع التغيرات الهيكلية في الاقتصاد»، مشيرا إلى أن «البنك ملتزم باستهداف معدل تضخم عند 2%، كما أن الاقتصاد يواجه تحديات جديدة ونمو الوظائف تباطأ».

تقيم السوق

◄ وفقا لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تتوقع الأسواق حاليا فرصة تبلغ 88% لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع السياسة النقدية المقرر في 17 سبتمبر.

◄ كانت التوقعات انخفضت قبل تصريحات باول إلى 71% نزولا من 98% قبل أسبوع واحد فقط بعد صدور مجموعة من البيانات المتضاربة، في حين تتوقع السوق الآن خفضاً إجمالياً قدره 48 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

◄ اتفقت توقعات الخبراء في بنكي «جيه بي مورغان» و«غولدمان ساكس» في أن تشهد الاجتماعات الثلاثة المتبقية هذا العام خفضاً للفائدة (17سبتمبر، 29 أكتوبر، و10ديسمبر).

إلا أن «جيه بي مورغان» بتوقع خفضا بواقع 25 نقطة في كل اجتماع، ويرى خبراء «غولدمان ساكس» احتمالا أن يشهد واحد من تلك الاجتماعات خفضاً بواقع 50 نقطة أساس.