شبكة قطارات الاتحاد تهيئ لزيادة كبيرة في القطاع العقاري عبر دولة الإمارات

شبكة قطارات الاتحاد تهيئ لزيادة كبيرة في القطاع العقاري عبر دولة الإمارات

تستعد مدينة السلع في أبوظبي لدخول مرحلة تحول اقتصادي محوري، بعد أن جرى اختيارها كنقطة الانطلاق لشبكة «قطارات الاتحاد» الممتدة على 1,200 كيلومتر عبر الدولة.

ويُنظر إلى المشروع، الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات، باعتباره من أبرز الاستثمارات الوطنية في البنية التحتية، مع توقعات بأن يسهم في تحفيز سوق العقارات وجذب استثمارات واسعة النطاق، بحسب تقرير نشره موقع (AGBI).

ويتوقع خبراء القطاع العقاري أن تشهد أسعار الوحدات السكنية والتجارية قرب المحطات المخطط لها ارتفاعاً يصل إلى 25%، مدفوعة بزيادة مستويات الاتصال بين الإمارات، وتوسّع فرص التطوير، وتحسّن جاذبية المناطق المحيطة للمستثمرين.

ووفقاً لتقديرات شركة الاستشارات «تيرنر آند تاونسند» (Turner & Townsend)، ستساهم الشبكة بأكثر من 180 مليار درهم، أي نحو 50 مليار دولار، في الناتج المحلي الإجمالي، بالتزامن مع تسجيل نمو مزدوج الرقم في قيمة الأراضي المحيطة بمحاور المحطات.

وقال مدير المشاريع في الشرق الأوسط ورئيس قطاع السكك الحديدية لدى الشركة، شون هايلاند، في تصريحات لموقع (AGBI): «تفتح شبكة (قطارات الاتحاد) ممرات عقارية جديدة، مما يقلّص أزمنة التنقل، ويدعم التوسع العمراني المستدام».

حتى الآن، جرى الإعلان عن أربع محطات ركاب فقط من أصل 11 محطة ستربط السلع بالفجيرة على الساحل الشرقي، وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة والفجيرة. فيما لا تزال المواقع النهائية للمحطات الأخرى قيد التحديد.

وأكد رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى «جيه إل إل» (JLL)، تيمور خان،: «الأسعار في تلك المناطق عادة ما ترتفع بشكل أسرع، وتميل إلى تحقيق علاوات سعرية».

وتؤكد تجارب عالمية صحة هذه التوقعات؛ إذ أظهرت بيانات شركة «سي بي آر إي» (CBRE) أن مشروع «كروسريل» (Crossrail) في لندن، الذي يُعرف اليوم بـ«إليزابيث لاين» (Elizabeth Line)، رفع أسعار العقارات المحيطة بمحطاته بنحو 20% بعد إقرار المشروع.

بدوره، أوضح الأستاذ المساعد في العقارات بـ«جامعة هيريوت وات دبي» (Heriot-Watt University Dubai)، مات مايرز، أن «المناطق المحيطة بمحطات الركاب تكون مؤهلة لمشاريع متعددة الاستخدامات، وغالباً ما تحقق مؤشرات إشغال واحتفاظ أقوى، خصوصاً عند دمجها مع سياسات التخطيط الحضري الموجهة نحو النقل».

كما يُتوقع أن تضيف خطط خط السكة الحديدية فائق السرعة بين أبوظبي ودبي، التي أُعلن عنها في يناير، زخماً إضافياً. فالخط سيختصر زمن الرحلة بين المدينتين إلى 30 دقيقة فقط، مع تحديد محطات في جزيرة الريم، وجزيرة السعديات، وجزيرة ياس و«مطار زايد الدولي» في أبوظبي، إضافة إلى «مطار آل مكتوم الدولي» والجداف في دبي.

وفي تقرير بحثي حديث، أشارت «أبيكس كابيتال» (Apex Capital) للعقارات إلى أن «أعمال الإنشاء المبكر وآفاق تحسين الربط قد تدفع إلى عمليات شراء مضاربية، خاصة في المناطق الأقرب إلى المحطات».

أما في دبي، فتظهر بيانات السوق مؤشرات فعلية على تأثير البنية التحتية في الأسعار؛ إذ تُظهر بيانات «كوشمان آند ويكفيلد كور» (Cushman & Wakefield Core) أن المنازل الواقعة على مسافة قريبة من محطات المترو تحقق علاوة سعرية بنسبة 10%.

وقالت رئيسة قسم الأبحاث في الشركة، براتيوشا غورابو، إن منطقة «دبي الجنوب» سجلت ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 14% منذ الإعلان عام 2024 عن محطة الركاب الجديدة في «مطار آل مكتوم الدولي». وأضافت: «توضح هذه الاتجاهات كيف يترجم تطوير البنية التحتية للمواصلات والمشاريع المحفِّزة مباشرة إلى زيادات في قيمة العقارات».

ومع بدء تشغيل خدمات الشحن بالفعل، تركز شبكة «الاتحاد» حالياً على تطوير مناطق تنموية على طول المسار، مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع متعددة الاستخدامات ومراكز لوجستية ومناطق تجارية.

وقال خان: «الفرص التنموية الحقيقية أمام شريحة واسعة من المطورين ستكون في ما يمكن تطويره على امتداد الطريق. هناك مساحات شاسعة من الأراضي في الوسط، تتمتع بمواقع جيدة وإمكانات قوية».

ومن المتوقع أن تنقل شبكة الركاب التابعة لـ«قطارات الاتحاد» ما يصل إلى 36 مليون شخص سنوياً عند اكتمالها. وبالنسبة لمدينة السلع، فإن وصول شبكة السكك الحديدية يمثل تحولاً استراتيجياً يربطها مباشرة بمراكز النشاط الاقتصادي في الدولة، ويضعها بقوة على خريطة الاستثمار الوطني.