مصر تتراجع عن شراء مليوني برميل من النفط نتيجة لتحسن إمدادات الغاز المسال

كشفت مصادر مطلعة لوكالة «بلومبرغ» أن مصر تخلّت عن شراء أكثر من مليوني برميل من شحنات النفط، بعد أن نجحت في تأمين كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجات توليد الكهرباء، عقب توقف مؤقت في إمدادات الغاز من إسرائيل.
وكانت الهيئة المصرية العامة للبترول قد طرحت في يونيو الماضي مناقصة لشراء 14 شحنة من زيت الوقود، وهو منتج مكرر يُستخدم في محطات الطاقة، إلا أنها ألغت نحو نصف الكمية المقررة للتسليم خلال أغسطس الجاري.
إعادة جدولة الشحنات
كما طلبت الهيئة من بعض التجار إعادة جدولة شحنات سابقة، بحسب المصادر نفسها التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لعدم التصريح بالمعلومات علناً، وفقاً لما أوردته «بلومبرغ».
وفي ظل مساعيها لتأمين استقرار إمدادات الكهرباء، كثّفت مصر مؤخراً وارداتها من الغاز الطبيعي المسال عبر شركات عالمية مثل ترافيغورا وفيتول، بعد أن أضافت محطتين عائمتين جديدتين لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية، وهو ما رفع قدرتها الاستيعابية للشحنات المستوردة.
محدودية البنية التحتية
ورغم أن زيت الوقود لا يزال عنصراً مهماً في توليد الطاقة، إلا أن البنية التحتية المحدودة في الموانئ المصرية تشكل عائقاً أمام استقبال وتخزين كميات ضخمة منه في الوقت المناسب، مما دفع القاهرة إلى إلغاء أو تأجيل سبع شحنات بإجمالي 350 ألف طن (نحو 2.2 مليون برميل)، كانت مخصصة لموانئ الإسكندرية، والسويس، والعين السخنة.
وبحسب «بلومبرغ»، فإن ناقلتي النفط «Clean Sanctuary» و«Seasalvia»، المحمّلتين بزيت الوقود، ظلّتا قبالة السواحل المصرية لأسابيع، ومن المقرر تفريغ حمولتهما لاحقاً في أغسطس، فيما لم يُسمح لناقلة «Dhan Laxmi» بالرسو حتى الأسبوع الجاري، رغم وصولها في يونيو.
يأتي هذا التحول بعد أن استأنفت إسرائيل، في وقت سابق من الصيف، إنتاج الغاز من أكبر حقل لديها، عقب هدنة مع إيران، ما مهّد الطريق لزيادة التصدير إلى مصر.
وتسعى مصر حالياً إلى إعادة جدولة وارداتها من الغاز المسال لتلبية ذروة الطلب في أواخر أغسطس، بعد أن تضاعفت الشحنات خلال يوليو. وكانت البلاد قد تحوّلت العام الماضي من مصدر صافٍ للطاقة إلى مستورد، نتيجة تراجع الإنتاج المحلي.