تباطؤ ملحوظ في قطاع الخدمات الأمريكي خلال يوليو وانخفاض ملحوظ في التوظيف

تباطؤ ملحوظ في قطاع الخدمات الأمريكي خلال يوليو وانخفاض ملحوظ في التوظيف

سجّل قطاع الخدمات في الولايات المتحدة شبه ركود خلال يوليو، في ظل ضعف الطلب وارتفاع التكاليف، ما دفع الشركات إلى تقليص أعداد الموظفين.

فقد أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات الأميركي (ISM) أن مؤشر مديري المشتريات للخدمات تراجع إلى 50.1 نقطة الشهر الماضي، وهو مستوى أقل من جميع التقديرات في استطلاع «بلومبرغ» لآراء الاقتصاديين، وتشير القراءات فوق 50 إلى نمو، بينما تعني القراءات أدناه انكماشاً.

تراجع حاد في التوظيف

كان أبرز ما في التقرير انخفاض مؤشر التوظيف إلى 46.4 نقطة، مسجلاً انكماشاً للمرة الرابعة خلال خمسة أشهر، وأحد أدنى المستويات منذ جائحة كوفيد-19.

يشير ذلك إلى ضعف ملحوظ في سوق العمل الخدمي.

في المقابل، ارتفع مؤشر أسعار المدخلات والخدمات إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2022، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية على الشركات، خصوصاً في ظل السياسات التجارية الجديدة.

سياسات ترامب والرسوم الجمركية في دائرة اللوم

تصدر التقرير في وقت يُواجه فيه الاقتصاد الأميركي ضغوطاً متعددة، أبرزها ارتفاع الرسوم الجمركية وتزايد حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات الرئيس دونالد ترامب.

أشار التقرير إلى أن النشاط التجاري توسّع، لكن بوتيرة أبطأ من يونيو، بينما تراجع مؤشر الطلبات الجديدة إلى 50.3 نقطة، وهو مستوى يقترب من الركود.

قطاعات رابحة وأخرى خاسرة

شهدت 11 صناعة خدمية نمواً في يوليو، منها: النقل، وتجارة الجملة، والخدمات المالية، بينما تراجعت 7 صناعات، أبرزها خدمات الإقامة والطعام.

جاء في تعليقات الصناعات المشاركة في التقرير:

الخدمات الغذائية والضيافة: الضبابية بشأن الرسوم الجمركية تؤخّر خطط الشراء للعام المالي المقبل.

الزراعة والثروة الحيوانية: الرسوم المرتفعة ترفع تكاليف الأعلاف والمكملات المعدنية، وتزيد مخاوف العملاء.

الإنشاءات: عدم وضوح الرؤية التجارية يدفع العملاء إلى إعادة تقييم المشاريع، وتأجيل أو إلغاء بعضها.

الخدمات المالية والتأمين: النشاط التجاري مستقر.

العقارات والتأجير: رغم استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، فإن التوقعات إيجابية تدريجياً، والحديث عن الرسوم الجمركية بات أقل تأثيراً.

التجزئة: الأداء جيد، وكان هناك بعض الضعف في أسبوع الرابع من يوليو، لكنه تلاه انتعاش واضح.

مؤشرات إضافية على التباطؤ

أظهر التقرير أيضاً أن أعمال التراكم تراجعت للشهر الخامس على التوالي، بينما ارتفعت المخزونات بوتيرة أبطأ، فيما انخفض مؤشر معنويات المخزون إلى 53.2 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر الماضي.

في بيانات منفصلة صدرت اليوم الثلاثاء، تقلّص العجز التجاري الأميركي في يونيو إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2023، نتيجة تراجع الواردات بعد قفزة كبيرة في بدايات العام.