هل يُعاني رجل أوروبا المريض من مشاكل خطيرة؟.. بيانات النمو تكشف الحقيقة

هل يُعاني رجل أوروبا المريض من مشاكل خطيرة؟.. بيانات النمو تكشف الحقيقة

أظهرت بيانات أولية من وكالة الإحصاء الألمانية «ديستاتيس» أن الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، انكمش بنسبة 0.1% في الربع الثاني من عام 2025 مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.

يأتي الرقم، الذي تم تعديله وفقاً للأسعار والتقويم والتغيرات الموسمية، متوافقا مع توقعات المحللين ويشير إلى تباطؤ حاد مقارنة مع توسع ونمو بنسبة 0.3% في الربع الأول.

أرقام

◄ الناتج الإجمالي المحلي الألماني (ربع سنويا) (الربع 2).. انكمش بنسبة 0.1% مقابل التوقعات ذاتها، وأقل من توسع بنسبة 0.4% في الربع السابق.
◄ الناتج الإجمالي المحلي الألماني (سنوياً) (الربع 2) .. ارتفعت 0.4% مقابل توقعات 0.2% وأعلى من نمو صفري 0.0%.
◄ مبيعات التجزئة الألمانية (شهرياً) (يونيو).. ارتفعت بنسبة 1% أعلى من توقعات بارتفاع إلى 0.5% ومقابل انكماش بنسبة 0.6%.
◄ مبيعات التجزئة الألمانية (سنوياً) (يونيو).. ارتفعت من 4.6% إلى 4.9%.

تراجع

أشارت بيانات مكتب الإحصاء الألماني إلى أن الاستثمار في الآلات والمعدات، وكذلك البناء، كان أقل في الربع الثاني مقارنة بالفترة السابقة المكونة من ثلاثة أشهر، في حين ارتفعت نفقات الاستهلاك الخاص والحكومي.

كشفت البيانات الأولية من وكالة الإحصاء الألمانية «ديستاتيس»، تباطؤ الطلب من الولايات المتحدة بعد أشهر من عمليات الشراء القوية تحسباً للرسوم الجمركية الأميركية.

جاء الانكماش متوافقاً مع التوقعات، معاكساً النمو المسجل في الربع الأول، عندما اشترى المستوردون في الولايات المتحدة سلعاً أكثر من المعتاد في وقت أبكر من المعتاد تحسباً لارتفاع الرسوم الجمركية.

انكماش

أفادت فرانزيسكا بالماس، كبيرة الاقتصاديين الأوروبيين في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة أن هذا الانكماش ترك الناتج المحلي الإجمالي الألماني ثابتاً عند حجمه قبل الجائحة.

أضافت كبيرة الاقتصاديين الأوروبيين في كابيتال إيكونوميكس أن ذلك يعود جزئياً، وليس حصرياً، إلى تراجع وتيرة فرض الرسوم الجمركية، ما هدأ من فورة الواردات.

الاستثمار

أظهرت إحصاءات وكالة الإحصاء الألمانية «ديستاتيس» أن الاستثمار في ألمانيا انخفض في الربع الثاني، بينما ارتفع الاستهلاك والإنفاق الحكومي، مقارنة بالربع السابق، و عدّل المكتب نمو الربع الأول بالخفض إلى 0.3% من 0.4% السابقة.

وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقية تجارية إطارية مع الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، وفرضت تعريفة جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، أي نصف ما كان مُهدداً به في البداية، وساعد الاتفاق على تجنب حرب تجارية أوسع نطاقاً بين الحليفين، اللذين يُشكلان معاً ما يقرب من ثلث التجارة العالمية.

الأكبر

كانت الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا في عام 2024، حيث بلغ إجمالي تجارة السلع بينهما 253 مليار يورو (278 مليار دولار).

قالت بالماس: «من المرجح أن تتأثر ألمانيا بالتعريفات الجمركية بشكل أكبر من الاقتصادات الكبرى الأخرى، وستواصل معاناتها هذا العام قبل أن يبدأ التحفيز المالي في تعزيز الاقتصاد في عام 2026».

تذكير

على الرغم من التفاؤل في الاستطلاعات الأخيرة بشأن الاقتصاد الألماني، كتب كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي» :«بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة يوم الأربعاء تُمثل تذكيراً مؤلماً بأن التفاؤل وحده لا يُعيد النمو القوي تلقائياً».

أضاف الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي»: «لا يزال الاقتصاد الألماني يُعاني من عام آخر من الركود بعدما كان أول الاقتصادات الكبرى التي تسقط في فخ الركود الفني في العام قبل الماضي».

شكلت الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها مصدر قلق كبير للاقتصادات الأوروبية حتى الآن هذا العام. دخلت ما يسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ في أبريل مع انطلاق الربع الثاني من العام.

خُفِّضت الرسوم الجمركية مؤقتاً، لكن الأشهر القليلة الماضية شابها الكثير من عدم اليقين مع بدء مفاوضات اتفاقية التجارة، كما فُرضت رسوم جمركية أعلى على قطاعات معينة، بما في ذلك على السيارات والصلب والألمنيوم .