تلبيةً لرغبات ترامب.. هل نشهد نهاية عصر وحدة “الفيدرالي” لأول مرة منذ عام 1993؟

ساعات قليلة تفصل الأسواق العالمية عن نطق «الفيدرالي الأميركي» بقرار الفائدة، الذي يأتي وسط حالة من الصخب والجدل العميق حول استقلالية قرارات أكبر مؤسسة نقدية في العالم، وعدم انصياعها للضغوط السياسية، مع توقعات بحدوث أول حالة انقسام تشمل تصويت عضوين ضد الإجماع منذ 22 عاماً.
تأتي هذه المستجدات بالتزامن مع تصاعد الضغوط على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول، وتهديده بالإقالة أو تحريك دعاوى قضائية ضده.
معارضة
لعله من شبه مؤكد إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم الأربعاء، رغم الضغوط الشديدة من ترامب وحلفائه لخفضها وفقاً لبنوك ومؤسسات عالمية.
في الوقت ذاته، تشير التقارير إلى احتمال تصويت اثنين من محافظي الاحتياطي الفيدرالي، هما: كريستوفر والر، وميشيل بومان، ضد تثبيت أسعار الفائدة، وتخفيض تخفيفها، علما أن كليهما وصلا إلى منصبيهما من خلال ترامب.
عام 1993
لم يشهد قرار بشأن أسعار الفائدة أكثر من معارضة واحدة منذ أكثر من خمس سنوات، وفقاً لسجل اجتماعات البنك الفيدرالي.
ستكون هذه هي المرة الأولى منذ عام 1993 التي يعارض فيها محافظان، وهما عضوان دائمان في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد أسعار الفائدة، قراراً بشأن سعر الفائدة.
حمائمية
في الظروف العادية، يُنظر إلى أي معارضة لخفض أسعار الفائدة على أنها إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يتخذ نهجاً حمائمياً، وفقًا لما كتبه المحلل لدى «سيفنز ريبورت ريسيرش» توم إيساي، في مذكرة أمس.
ستكون هذه إشارة إلى ميل صانعي السياسات نحو تخفيف السياسة النقدية، ما يزيد احتمالية خفضها في الاجتماع المقبل، والمقرر في شهر سبتمبر.
دوافع
قال توم إيساي، إن معارضة والر أو بومان ستُتجاهل إلى حد كبير من قِبَل السوق، لأنها ستُعتبر تحركات سياسية.
وأضاف: «يُنظر إلى كلٍّ من والر وبومان على أنهما يتنافسان على خلافة باول، الذي تنتهي ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو المقبل، ما يعني أن أي تصويت لصالح خفض أسعار الفائدة سيُنظر إليه على أنه مُصمَّم لكسب ود الرئيس ترامب».
حتى الآن
كتب ستيف دونزي من شركة «بيكتيت» لإدارة الأصول في اليابان بمنشور على منصة «إكس»، إن البيانات تُظهر أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بقيادة باول كانت الأكثر توحيدا على الإطلاق.
وكتب الاستراتيجيان في «ماكواري» تييري ويزمان وجاريث بيري، في مذكرة :«بصرف النظر عما إذا كان الاجتماع سيسفر عن خلافات أم لا، فإن النقاش بين الحمائم والصقور في لجنة تحديد أسعار الفائدة من المرجح أن يكون قوياً».
وأكدا على أحقية الحمائم بشأن ما يُتصور من ضعف في الاقتصاد الأميركي، مشيرين إلى وجود احتمال كبير لخفض الفائدة في سبتمبر، مع أن ديسمبر لا يبدو أقل احتمالاً.
لمحة
◄ بدأ اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يوليو، أمس، والذي يُعقد على مدى يومين، وتترقب الأسواق المالية العالمية صدور قرار اللجنة مساء اليومً الأربعاء بتوقيت 6:00 مساء بتوقيت غرينتش.
◄ منذ بداية العام، أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيسي عند 4.50% مع التأكيد على نهجه المعتمد على البيانات الواردة ومخاوف من الضغوط التضخمية الصعودية وتداعيات سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية.
◄ كانت المعارضة شائعة في الثمانينيات تحت قيادة بول فولكر، لكنها تلاشت مع تبني الفيدرالي لصنع سياسة قائمة على الإجماع، وقد تنتهي تلك الحقبة الآن، مع إعادة تشكيل ترامب للمؤسسة النقدية الأكبر في العالم.
◄ تأتي المعارضة المحتملة بينما يكثف الرئيس دونالد ترامب انتقاداته لباول ويدفع نحو خفض أسعار الفائدة بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3%.