بكين وواشنطن: من سيفوز بالهيمنة في المفاوضات؟

فعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع اقتصادين من بين الأكبر في العالم، بتوصله إلى اتفاقين تجاريين مع اليابان والاتحاد الأوروبي، فيما تبقى الصين والهند لينتهي من قائمة الكبار، إذ تشكل الاقتصادات الخمسة تلك الأكبر في العالم.
تبدأ اليوم الاثنين الجولة الثالثة من المحادثات الأميركية الصينية في العاصمة السويدية ستوكهولم، إذ يجتمع كبار المفاوضين من البلدين لمعالجة خلافات اقتصادية قائمة منذ فترة طويلة وتتمحور حولها الحرب التجارية بين البلدين، وذلك في مسعى لتمديد هدنة أوقفت تطبيق رسوم جمركية مرتفعة.
اتفاق قريب
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاحد، على هامش توقيع اتفاق واشنطن والولايات المتحدة، إن إدارته تقترب من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
أضاف ترامب للصحفيين في بداية اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا «نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق مع الصين، لقد توصلنا نوعا ما إلى اتفاق معهم ولكننا سنرى كيف يسير الأمر».
تواجه الصين موعدا نهائيا في 12 أغسطس لإبرام اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن توصل البلدان في يونيو إلى اتفاق مبدئي أوقف تصعيدا على مدى أسابيع لحرب الرسوم الجمركية بينهما.
تمديد
وفقا لوسائل إعلام صينية، من المتوقع أن تمدد بكين وواشنطن هدنة الرسوم الجمركية بينهما لمدة ثلاثة أشهر أخرى خلال المحادثات التجارية التي ستستضيفها ستوكهولم اليوم الاثنين.
من المرجح أن تتفق الولايات المتحدة والصين على عدم فرض رسوم جمركية جديدة أو اتخاذ أي إجراءات أخرى قد تزيد من تصعيد الحرب التجارية بينهما خلال فترة التمديد المتوقعة.
بحسب وسائل إعلام صينية سيضغط الوفد الصيني في الاجتماع على المفاوضين التجاريين للولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل، رغم أن مباحثات سابقة في جنيف ولندن ركزت على تهدئة التوتر.
ضغط
تستضيف محادثات ستوكهولم، اليوم، وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ، وذلك في أعقاب أكبر اتفاق تجاري لترامب حتى الآن.
وافق الاتحاد الأوروبي على تطبيق رسوم جمركية بواقع 15% على صادراته من السلع إلى الولايات المتحدة وتنفيذ عمليات شراء كبيرة لمنتجات الطاقة الأميركية والعتاد العسكري الأميركي.
وقال ترامب للصحفيين إن الاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأحد في اسكتلندا ينص أيضا على استثمارات بقيمة 600 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة.
غير متوقع
من غير المتوقع تحقيق تقدم مماثل في المحادثات الأميركية الصينية، وفقا لبنوك عالمية، ترى أن تمديدا آخر لمدة 90 يوما لهدنة الرسوم الجمركية وضوابط التصدير التي أبرمت في منتصف مايو أمر مرجح.
من شأن تمديد هذه المدة أن يمنع المزيد من التصعيد ويساعد في تهيئة الظروف لاجتماع محتمل بين الرئيسين الأميركي والصيني في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر.
وغالباً ما ستكون المفاوضات الأميركية الصينية أكثر تعقيدا بكثير وستتطلب وقتا أطول، وقد أثبتت سيطرة الصين على السوق العالمية للمعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات، أنها نقطة ضغط فعالة على الصناعات الأميركية.
في المقابل تمتلك الولايات المتحدة سلاحاً نافذاً، وهى الرقائق وتحديداً رقائق «إنفيديا»، بالتزامن مع تقييد وصول الرقائق من طرف ثالث إلى بكين، وهي أيضا نقطة قوة كبيرة في الضغط على الصين خلال المفاوضات.
خلافات
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو ويونيو على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من مستويات مرتفعة.
كما ركزت المفاوضات على استعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته الصين ورقائق «إنفيديا» للذكاء الاصطناعي وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
ولم تتطرق المحادثات حتى الآن إلى قضايا اقتصادية أوسع نطاقا مثل شكاوى الولايات المتحدة من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويحركه التصدير يغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة.
كذلك توجد شكاوى بكين من أن ضوابط الأمن القومي الأميركي على تصدير السلع التكنولوجية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.