دبي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الازدحام وتحسين كفاءة الموظفين

دبي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الازدحام وتحسين كفاءة الموظفين

تعمل حكومة دبي على تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع في مختلف القطاعات، بهدف رفع مستوى الكفاءة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

وفي إطار هذه الجهود، تعتمد «هيئة الطرق والمواصلات» في الإمارة حالياً الذكاء الاصطناعي لإدارة إشارات المرور في أنحاء المدينة، مع هدف تقليل أوقات انتظار السائقين 20%.

وتسعى الهيئة إلى تنفيذ أكثر من 80 مشروعاً ومبادرة متعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس القادمة.

5 أولويات

وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، يتجاوز دور الذكاء الاصطناعي إدارة المرور ليكون ركيزة أساسية في «خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي» التي صدرت عام 2024، والتي تركز على تحسين تقديم الخدمات الحكومية.

وحدد المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في «مؤسسة حكومة دبي الرقمية» علي الخاجة، خمسة مجالات أولوية: التوظيف في الحكومة المحلية، وتطوير المواهب، والنظام العام، والمشتريات، والمعلومات العامة.

ومن بين التطبيقات العملية لهذه التقنية، يستخدم تطبيق «مدينتي» (Madinati) الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإبلاغ عن مشكلات الصيانة، حيث يتيح للمستخدمين رفع الصور أو التقاطها، ثم يقوم النظام بتحليل الصورة وتحديد المشكلة تلقائياً وتسجيل الشكوى.

تقدّر «مؤسسة حكومة دبي الرقمية» أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 235 مليار درهم، أي ما يعادل نحو 64 مليار دولار، في اقتصاد دبي بحلول عام 2030، مدفوعاً جزئياً بما يحققه من وفورات في التكاليف.

ومن بين أبرز مجالات هذا التوفير، عمليات التوظيف التي أصبحت أكثر كفاءة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ إذ بات بالإمكان ترشيح أفضل المرشحين دون الحاجة إلى تدخل بشري، وفقاً للخاجة.

تحليل (SWOT)

كما يستفيد قطاع المشتريات من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تنفذ تحليلات شاملة تُعرف باسم تحليل (SWOT)، الذي يقيّم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المتعلقة بالمشتريات. وتُنجز هذه التحليلات باستخدام الذكاء الاصطناعي في وقت يقل بنحو 90% مقارنة بالأساليب التقليدية.

وفي جانب تطوير الكفاءات، يعمل «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» على تدريب نحو 1000 موظف حكومي على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما يشمل إنتاج المحتوى مثل الأفلام والنصوص والموسيقى بعدة لغات.

وأشارت مسؤولة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في «غرانت ثورنتون الإمارات العربية المتحدة»  (Grant Thornton UAE) للاستشارات فاسودها كانديباركر، إلى أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت ملموسة للمقيمين، بينما لا يزال جزء كبير منها يعمل في الكواليس دون أن يلاحظه الجمهور.

ومن بين هذه التطبيقات، بحسب كانديباركر، استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين مسارات مركبات الخدمات البلدية، بما يحدّ من تعطيل حركة السائقين خلف شاحنات جمع النفايات، إلى جانب اعتماد أنظمة ذكية لجدولة صيانة المركبات الحكومية لضمان كفاءتها التشغيلية.

كما يشكل قطاع الرعاية الصحية مجالاً آخر تتوقع فيه تطورات هادئة للذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً، حيث أكدت كانديباركر أن دبي تقترب من امتلاك القدرة على تحليل الشيفرة الجينية (الجينوم) لسكانها؛ ما يتيح تصميم خطط رعاية صحية شخصية تُسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرهما من الحالات المزمنة.