أسعار أسهم شركات العملات الرقمية ترتفع بشكل ملحوظ مع بلوغ «إيثريوم» أعلى مستوى لها في 6 أشهر

شهدت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفّرة ارتفاعاً حاداً اليوم الجمعة، مدعومة ببلوغ عملة «إيثريوم» أعلى مستوياتها منذ ستة أشهر، عقب تمرير مشروع قانون لتنظيم العملات المستقرة «ستايبلكوينز» في مجلس النواب الأميركي.

من المتوقع أن يُوقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا القانون ليصبح نافذاً، ما يمثل نقطة تحوّل مهمة لصناعة الأصول الرقمية التي طالما طالبت بإطار تنظيمي واضح، لكونه خطوة تمهّد لتبني أوسع للعملات المستقرة وغيرها من التوكنات المشفّرة.

«إيثيريوم»، استفادت مباشرة من تنامي استخدام العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي، التي يتم إصدارها وتداولها في الغالب على بلوكتشين «إيثيريوم»، ما يعزز الطلب على الإيثر لتسوية رسوم المعاملات.

ارتفاعات حادة لأسهم الشركات المرتبطة بـ«إيثريوم»

سجل سهم «بيت ماين»، المدعوم من المستثمر التكنولوجي «بيتر ثيل» ويترأسه توم لي من «فاندسترات»، قفزة بنسبة 12.7%. كما ارتفعت أسهم شركات أخرى تحتفظ بالإيثر مثل «بيت ديجيتال» بنسبة 6.5% و«بي تي سي إس» بنسبة 22.9%. في المقابل، تراجع سهم «شارب لينك جيمينغ» بنسبة 0.6%.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة «شارب لينك» نحو 3.5 مليار دولار، وقد ضخّت في الأسابيع الأخيرة كميات من «إيثريوم» في ميزانيتها عبر بيع أسهم. وفي بيان حديث، أعلنت الشركة أنها أضافت 5 مليارات دولار جديدة لخطة بيع أسهمها، لترتفع القيمة الإجمالية للخطة إلى مليار دولار.

المحرّك الرئيس: تبنّي المؤسسات للإيثر

قال ماثيو ديب، مدير الاستثمار في شركة «أستروناوت كابيتال» لإدارة الأصول الرقمية ومقرها سنغافورة: «يبدو أن النمو في العملات المستقرة هو المحفّز الأساسي لتزايد اهتمام المؤسسات بالإيثر، خصوصاً بعد نجاح الطرح العام لشركة «سيركل».

وأضاف أن «إيثيريوم هي المستفيد الأكبر بلا منازع من ارتفاع استخدام العملات المستقرة».

في السياق ذاته، ارتفعت أسهم «سيركل إنترنت» -الشركة المصدّرة لعملة «يو إس دي سي» المستقرة- بنسبة 6%، فيما قفز سهم منصة تداول العملات المشفّرة «كوين بيس غلوبال» بنسبة 7.6%، محققة أعلى مستوى لها منذ إدراجها في البورصة عام 2021.

استراتيجية الاحتفاظ بالإيثر في الميزانيات

وصلت «إيثيريوم» إلى 3,675.81 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ 6 يناير، وسجّلت في آخر تداول لها ارتفاعاً بنسبة 6.6% ليبلغ 3,643.09 دولار. هذا الأداء تفوّق على «بيتكوين» الذي تراجع بنسبة 0.5% إلى 118,870 دولاراً بعد أن لامس في وقت سابق هذا الأسبوع مستوى قياسياً بلغ 123,153 دولارًا.

كما أساهم إدراج «إيثيريوم» ضمن الأصول في ميزانيات بعض الشركات -مثل شركة «ستراتيجي»- في تعزيز مكانتها، علماً بأن أسهم «ستراتيجي» قفزت بأكثر من 3000% منذ عام 2020، بالتوازي مع ارتفاع قيمة «بيتكوين».

ورغم التوجّه السائد نحو الاحتفاظ بـ«بيتكوين» في الميزانيات بسبب سقفها المحدود (21 مليون وحدة)، فإن تبنّي «إيثيريوم» يثير تساؤلات بسبب عدم وجود حد أقصى لإجمالي المعروض منها.

في هذا السياق، قال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في «جونز تريدينغ»: «من الغريب أن يختار كثير من المضاربين التعرّض للعملات المشفّرة عبر أسهم شركات تصدر أوراقاً جديدة باستمرار، ما يؤدي إلى تخفيف دائم لقيمة المساهمين».

أضاف: «إذا كان سقف المعروض هو الميزة الأساسية في بيتكوين، فإن السمة الغالبة لأسهم الخزانة الرقمية تكمن في التخفيف المستمر بسبب الإصدارات الجديدة».