أكبر تراجع منذ جائحة «كورونا».. صادرات اليابان تواجه ضغوطاً أميركية.

انخفضت صادرات اليابان للشهر الثاني على التوالي، في ظل عدم حدوث انفراجة بمحادثات التجارة مع الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات صدرت عن مكتب الإحصاء الوطني، صباح اليوم الخميس.
جاء هذا الانخفاض في الصادرات بمثابة اتجاه معاكس للارتفاع بنسبة 0.5% الذي توقعه اقتصاديون.
ومن المرجح أن تدفع الرسوم الجمركية الإضافية الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير إلى الركود، خاصة بعد انكماش الاقتصاد الياباني في الربع الأول من العام مقارنةً بالربع السابق بسبب ضعف الصادرات.
وفي حال حدوث انكماش مماثل آخر، سيُصنّف الاقتصاد الياباني في خانة «الركود الفني».
أرقام مهمة
◄ هبطت الصادرات إلى الولايات المتحدة 11.4% على أساس سنوي، وهو الانخفاض الأكثر عمقاً من الانخفاض 11% في مايو.
◄ انخفضت صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة 26.7% في يونيو؛ ما يمثل استمراراً لهبوطها 24.7% في مايو.
◄ انكمشت الصادرات اليابانية في يونيو 0.5% على أساس سنوي؛ ما يمثل استمرار الانخفاض بنسبة 1.7% الذي شهدته في مايو.
◄ سجلت التسليمات والشحنات هبوطاً للشهر الثاني على التوالي.
◄ انخفضت الصادرات إلى الصين، أكبر شريك تجاري لليابان، 4.7%.
◄ ارتفعت الورادات على أساس سنوي في يونيو 0.2% مقابل توقعات بانكماش 1.6%.
تعريفات متبادلة
تأتي هذه البيانات في الوقت الذي تواجه فيه اليابان الآن تعريفة متبادلة بنسبة 25% من الولايات المتحدة والتي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، وهي أعلى بنقطة مئوية واحدة من 24% التي أُعلن عنها في يوم التحرير.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن رسوماً جمركية بنسبة 25% ستطبق على الواردات اليابانية، قائلاً إنه «لا يتوقع التوصل إلى اتفاق أوسع مع البلاد».
كتب رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس» مارسيل ثيليانت، في مذكرة: «إن انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة 11.4% كان الأكبر منذ بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020»
عصب الاقتصاد
وفقاً للبيانات الرسمية، شكلت الصادرات بما في ذلك الخدمات نحو 22% من الناتج المحلي الإجمالي لليابان في 2024، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي.
منذ الـ3 من أبريل، فُرضت رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات اليابانية المستوردة إلى الولايات المتحدة، في حين تُعدّ صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة ركيزةً أساسيةً في الاقتصاد الياباني، حيث ستُشكّل 28.3% من إجمالي الشحنات في عام 2024، وفقًا لبيانات الجمارك.
مع ذلك، أظهرت بيانات وزارة التجارة أن صادرات السيارات، التي تشمل السيارات والحافلات والشاحنات، إلى الولايات المتحدة انخفضت 26.7% في يونيو، متجاوزةً الانخفاض الذي شهدته في مايو 24.7%.
مفاوضات صعبة
في الثامن من يوليو، أفادت التقارير بأن كبير المفاوضين اليابانيين، ريوسي آبي أكازاوا، صرّح بأن أي اتفاق يجب أن يتضمن تنازلات في قطاع السيارات للبلاد.
رفض آبي أي مواعيد نهائية، بما في ذلك الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة في الأول من أغسطس، قائلاً: «لن نضحي بقطاع الزراعة الياباني من أجل التوصل إلى اتفاق مبكر»، في إشارة إلى واردات الأزر من واشنطن وإغراق الأسواق.
في الأول من يوليو، استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطاع الأرز في البلاد، حيث نشر على منصة «تروث سوشيال»: «اليابان لن تأخذ أرزنا رغم نقصه في البلاد».
فتح اليابان
لا يعتقد تاكيشي نينامي، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء الياباني أن على اليابان قبول التعريفة الجمركية بنسبة 25% بالجملة، إذ يقول «يجب ألا نعطي انطباعاً بأن اليابان ستفتح البلاد، مثل الحواجز غير الجمركية على معايير سلامة السيارات، وعلينا أن نناقش كيفية الاتفاق على زيادة استيراد المنتجات الزراعية».
وأضاف: «قرار فتح البلاد أمام المزيد من المنتجات الزراعية سيكون مثيراً للجدل جداً».
ومن المقرر إجراء انتخابات مجلس الشيوخ الياباني يوم الأحد، المقبل الـ20 من يوليو.
وبحسب استطلاع رأي أجرته «صحيفة نيكاي»، فإن الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مُعرَّض لخطر فقدان أغلبيته في المجلس.
وقد يُنفِّر قرار فتح الواردات الزراعية المزارعين، الذين يُنظر إليهم تقليدياً على أنهم قاعدة دعم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم.