ترامب يتصدى للصين بأسلوب دبلوماسي.. ما الذي يعنيه ذلك؟

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أطلق حرباً تجارية عالمية ولا سيما مع الصين قبل أن يعود ويتفق معها، وفرض رسوماً جمركية بنسبة 10% على الأقل على العديد من البلدان، ومعدلات أعلى على بلدان أخرى، يبدو أنه يعتزم نقل المعركة مع بكين إلى أرض جديدة، وبطريقة ودية على حد وصفه.
قال ترامب خلال قمة للطاقة في جامعة كارنيغي ميلون بوقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء: «لا بد لي من القول إننا متقدمون على الصين بفارقٍ كبير. الصين ودول أخرى تتسابق للحاق بالولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولن نسمح لهم بذلك».
حزم وود
أبدى الرئيس الأميركي التزام إدارته بمنافسة ودية ولكن حازمة للغاية مع الصين، لا تسمح فيها واشنطن لأي دولة بتقليص الفارق معها في هذا القطاع.
واضاف: «سنقاتلهم بطريقة ودية للغاية، عبر ضخ مليارات من الدولارات في الاستثمار بقطاع الذكاء الاصطناعي».
كما تحدث عن الحاجة الملحة إلى إنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة، وخاصة من الفحم والغاز الطبيعي، للتغلب على الصين في كافة القطاعات، جنباً إلى جنب وتوسيع الفارق في سباق الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الأمن الاقتصادي والوطني.
90 مليار دولار
استخدم ترامب، قي كلمته أمام القمة، لهجة منتصرة أثناء مخاطبته حشداً من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين والطلاب، قائلاً إن «الولايات المتحدة تقود العالم في كل من إنتاج الطاقة والذكاء الاصطناعي».
وسلّط الحدث، الذي استضافه السيناتور الجمهوري ديفيد ماكورميك، الضوء على الأهمية المتنامية لمجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وأبحاث الطاقة النظيفة.
أعلن ماكورميك عن استثمارات عامة وخاصة في جميع أنحاء بنسلفانيا تتجاوز 90 مليار دولار، وركّز معظمها على خلق فرص العمل، والتطوير التكنولوجي، والبنية التحتية للطاقة.
على الأبواب
قال وزير التجارة هوارد لوتنيك خلال الحدث: «ثورة الذكاء الاصطناعي على الأبواب، لن تدعنا إدارة ترامب نخسر، نحتاج الفحم النظيف، نحن بحاجة إلى الغاز الطبيعي، ونحن بحاجة إلى تبني الطاقة النووية، نحن بحاجة إلى تبني كل ذلك لأننا نملك القدرة على القيام بذلك، وإذا لم نفعل ذلك، فسنكون حمقى».
شملت قائمة المشروعات التي أعلن عنها ترامب مراكز البيانات، مثل مشروع بقيمة 15 مليار دولار في وسط بنسلفانيا، بينما يشمل بعضها الآخر بناء محطات طاقة، وتوسيع خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، وتحديث محطات الطاقة، أو تحسين شبكات نقل الكهرباء.
شركات كبرى
قالت «غوغل» إنها ستستثمر 25 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات على مدى العامين المقبلين في شبكة الكهرباء التابعة لشركة بي جي إم في وسط المحيط الأطلسي.
في حين قالت شركة الاستثمار «بروكفيلد» إنها وقعت عقودًا لتوفير أكثر من 3 مليارات دولار من الطاقة لمراكز بيانات جوجل من سدين لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر سسكويهانا في بنسلفانيا.
كما قالت شركة «فرونتر غروب» إنها ستحول محطة الطاقة التي تعمل بالفحم في بروس مانسفيلد في غرب بنسلفانيا إلى محطة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.
بدورها، قالت شركة الحوسبة السحابية للذكاء الاصطناعي «كور ويف» إنها ستنفق أكثر من 6 مليارات دولار لتجهيز مركز بيانات في جنوب وسط بنسلفانيا.
في حين تخطط شركة «بلاكستون» لإنفاق 25 مليار دولار على مراكز البيانات وبناء محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي في شمال شرق بنسلفانيا، وستبدأ الشركة البناء بحلول نهاية عام 2028، حسب بيان جون جراي الرئيس التنفيذي للشركة.
هدنة هشة
كادت الهدنة التجارية المؤقتة التي توصل إليها الجانبان في سويسرا في الـ12 من مايو، والتي دفعتهما إلى إسقاط غالبية التعريفات الجمركية لمدة 90 يوماً، تخرج عن مسارها، حينما اتهمت الولايات المتحدة الصين بالتباطؤ في الوفاء بتعهدها بتخفيف القيود على صادرات المعادن النادرة.
في المقابل انتقدت بكين القيود الجديدة على صادرات التكنولوجيا وإلغاء تأشيرات الطلاب من قبل واشنطن.
وشهدت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم تحسناً ملحوظاً بعد يومين من الاجتماعات في لندن الشهر الماضي، حيث توصل الجانبان إلى إطار عمل لتنفيذ التوافق.
كما وافقت بكين على استئناف شحنات المعادن النادرة، بينما عرضت واشنطن تخفيف بعض قيود التصدير على الإيثان، وبرامج تصميم الرقائق، ومكونات محركات الطائرات.