مهلة “يوم التحرير” تؤثر على الذهب.. كيف تغيرت شهية المخاطر؟

عكست أسعار الذهب اتجاهاً صاعداً، كانت قد أنهت عليه تعاملات الأسبوع الماضي، لتستهل تداولات اليوم الاثنين، على تراجعات كبيرة مع عزوف شهية المخاطر عن الملاذات الآمنة التي لا تدر عائداً كبيراً.
جاء ذاك بعد أن أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إحراز تقدم في عدد من الاتفاقيات التجارية وإعلانه تمديد مهلة الرسوم الجمركية التي سمى ترامب اليوم الذي أطلقه فيها بـ«يوم التحرير» على العديد من الدول، ما قلص الطلب على المعدن النفيس الذي يعتبر ملاذا آمنا.
الذهب اليوم
◄ انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم الاثنين، 30 دولارا في الأونصة أو ما يعادل 0.8%، وصولا إلى مستويات أعلى 3305.1 دولارا للأونصة.
◄ في حين هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس نحو 27 دولارا في الأونصة أو ما يعادل 0.7%، وصولا إلى مستويات قرب 3320 دولارا للأونصة .
◄ ارتفع الذهب نهاية الأسبوع الماضي في المعاملات الفورية 0.4% إلى 3340.79 للأونصة، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3351 دولارا.
◄ بلغت مكاسب المعدن النفيس 2% خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه ابتعد الآن عن أعلى سعر على الإطلاق بنحو 190 دولارا حينما قفزت العقود الآجلة إلى 3509 دولارات للأونصة.
تعريفات ترامب
تعرضت الأسعار للضغط، بعد أن أكد الرئيس ترامب أمس الأحد إن الولايات المتحدة تقترب من وضع اللمسات النهائية على عدد من الاتفاقيات التجارية في الأيام المقبلة وستقوم بإخطار الدول الأخرى بالتعريفات الجديدة.
كان ترامب أعلن في أبريل عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على معظم الدول، مع رسوم إضافية تصل إلى 50% وارتفعت أسعار الذهب حينذاك إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
عمق من تراجع الأسعار تأجيل تطبيق جميع تلك التعريفات باستثناء 10% والذي كان من المقرر أن ينتهي في التاسع من يوليو، إلا أن الموعد الجديد يمنح مهلة لمدة ثلاثة أسابيع لمعظم الدول المتأثرة بالقرار.
كتب كلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا» عبر مذكرة: «هذا الإرجاء قصير الأجل من قبل الولايات المتحدة، يتسبب في هذا الضعف اليومي لسعر الذهب خلال الوقت الحالي».
توقعات الفائدة
في الوقت نفسه تلقت الأسعار مزيدا من الضغط، إذ أدت المخاوف من التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية إلى توقعات بتخفيضات أبطأ في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وتظهر العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن المتداولين لم يعودوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة من جانب المركزي الأميركي هذا الشهر، ويتوقعون ما مجموعه خفضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية في خفض بحلول نهاية العام.
يدعم الأسعار
في المقابل يبقى قانون الضرائب أحد عوامل الدعم التي تمنح الذهب فرصة للتوهج، بعدما تخطى تشريع ترامب المتعلق بالضرائب، المثير للجدل والقلق، العقابات وبات قانونا رسميا في الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، وهو جهة غير حزبية، إلى أن التشريع من شأنه أن يضيف 3.4 تريليون دولار إلى الدين الوطني البالغ 36.2 تريليون دولار على مدى عقد من الزمان.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات سوق العمل أن الشركات الأميركية أضافت 147 ألف وظيفة أكثر من المتوقع في يونيو وأن معدل البطالة تراجع على نحو غير متوقع إلى 4.1% وكلها بيانات تدعم فرصة تأني «الفيدرالي» قبل خفض أسعار الفائدة.
كما يزاد الذهب بريقا وتوهجا، خلال أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، وبيئة أسعار الفائدة المنخفضة، ما يعزز الإقبال على أصول الملاذات للتحوط من تقلبات القيمة، والعكس تماماً.
فرصة لـ«الفيدرالي»
كتب تايلور نوجنت من بنك أستراليا الوطني في مذكرة: «بعدما تبين أن سوق العمل مرنة بما يكفي، وفر هذا ارتياح لأعضاء مجلس السياسة النقدية في البنك (الفيدرالي)، ومنحهم ما يكفي للانتظار بعد يوليو للحصول على مزيد من الوضوح بشأن التضخم والتوقعات».
أضاف نوجنت: «بدأت الأسواق الآن تتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك أسعار الفائدة مرتين هذا العام، لكن هناك تكهنات متزايدة بأنه قد يخفضها ثلاث مرات، ربما إحداها في اجتماع يوليو».
كذلك قال رئيس «الفيدرالي» جيروم باول في تجمع للبنوك المركزية، إن البنك المركزي الأميركي يخطط للانتظار ومعرفة المزيد عن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة، منحيا مرة أخرى مطالب ترامب بإجراء تخفيضات فورية وعميقة في أسعار الفائدة.