3 هزات خلال 7 أيام.. النفط يتراجع إلى أدنى مستوى خلال شهر

هبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، لتلامس أدنى مستوياتها الشهر الجاري والتي سجلتها في اليوم الخامس منه، وذلك مع توالي الضربات على سوق النفط التي راهنت مع اندلاع حرب الـ12 يوماً على نقص الإمدادت، إلا أن ما حدث في الأيام السبعة الماضية جاء على النقيض من توقعات المضاربين.
مع انحسار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وإعلان وقف إطلاق النار، والذي تبعه ضوء أخضر من واشنطن إلى بكين بشأن إمكانية رفع العقوبات عن نفط إيران، تلقى النفط ضربة جديدة مع أنباء عن احتمال زيادة أخرى في إنتاج «أوبك+» خلال أغسطس.
النفط اليوم
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.83 دولار أو ما يعادل 0.95%، لتبلغ مستويات دون 66 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 5:00 صباحا بتوقيت غرينتش.
◄ نزلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 0.95 دولار في البرميل أو ما يعادل 1.4% لتصل إلى مستويات 64.74 دولار للبرميل.
◄ عند نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، سجلت العقود الآجلة لخام برنت 67.77 دولار للبرميل عند التسوية ارتفاعاً بنسبة 0.1%، وازداد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.31% ليسجل 65.52 دولار للبرميل.
خسائر حادة
◄ قفز خام برنت أعلى مستويات 80 دولارا مع اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران، إلا انه ومع وقف إطلاق النار هبطت الأسعار إلى مستويات دون 66 دولارا للبرميل لتخسر ما يزيد على 14 دولارا او ما يعادل 18.5%.
◄ سجل الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس) الأسبوع الماضي أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ مارس 2023، بعد ان فقدا ما يقرب من 13%.
خلال تعاملات ثلاثين يوما ارتفع خام برنت القياسي نحو 2.3%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 3.4%.
◄ اتجه الخام الاميركي إلى تسجيل خسارة فصلية في الربع الثاني تقترب من 9%، بينما خسر خام برنت القياسي ما يقرب من من 11%.
◄ منذ بداية العام انخفضت أسعار الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس) أكثر من 10% في حين تراجع بنسبة 21% خلال عام.
زيادة محتملة
ازداد الضغط على الأسواق بعد أن أفاد أربعة مندوبين في «أوبك+» بأن التحالف يعتزم رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في أغسطس، بعد زيادات مماثلة في مايو ويونيو ويوليو.
ومن المقرر أن يجتمع «أوبك+» في السادس من يوليو وستكون هذه الزيادة الشهرية الخامسة منذ أن بدأت المجموعة في تخفيف تخفيضات الإنتاج خلال أبريل الماضي.
ضوء أخضر
خلال الأسبوع الماضي قال الرئيس الأميركي إن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن اتفقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكن البيت الأبيض أوضح لاحقا أن تصريحاته لا تشير إلى تخفيف العقوبات الأميركية.
وفرض ترامب حزما متتالية من العقوبات المتعلقة بإيران على عدد من المصافي الصينية المستقلة ومشغلي الموانئ بسبب مشترياتهم من النفط الإيراني، إذا كانت بكين لا تعترف بالعقوبات الاميركية التي تصفها بأنها أحادية الجانب.
كما ارتفعت واردات الصين من النفط الإيراني في يونيو مع تسارع الشحنات قبل اندلاع الصراع وتحسن الطلب من المصافي المستقلة.
والصين أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر مشتر للخام الإيراني، وتشير بيانات «فورتيكسا» لتتبع السفن إلى أن بكين اشترت أكثر من 1.8 مليون برميل يوميا من الخام الإيراني من أول يونيو حتى 20 يونيو، وهو رقم قياسي وفق بيانات الشركة.
حرب الـ12 يوماً
تسببت حرب استمرت 12 يوما بدأت باستهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو بارتفاع أسعار خام برنت إلى ما يزيد على 80 دولارا للبرميل تحديداً بعد أن قصفت الولايات المتحدة تلك المنشآت.
إلا أن الأسعار عادت للتراجع إلى 67 دولارا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، بالتزامن مع رد إيران على القصف الاميركي لمنشآتها النووية.
كتب توني سيكامور المحلل في «آي جي ماركتس» في مذكرة: «الأسواق أزالت معظم علاوة المخاطر الجيوسياسية التي انعكست على الأسعار خلال الحرب عقب إعلان وقف إطلاق النار».
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ عند الساعة السابعة صباح يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2025.
إشارة إيجابية
مقابل تلك العوامل الضاغطة على الأسعار، جاءت البيانات الأميركية إيجابية لكبح التراجعات مع الإعلان عن انخفاض المخزونات تزامناً وإشارات إلى تراجع الإنتاج.
وقالت شركة «بيكر هيوز» لإعداد بيانات منصات التنقيب عن النفط والغاز إن عدد منصات النفط انخفض ست منصات ليصل إلى 432، في الولايات المتحدة، وهو مؤشر مبكر على الإنتاج المستقبلي، انخفض للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2021.
كما تلقت الأسعار الدعم من تقارير عن مخزونات النفط التي أظهرت انخفاضات كبيرة في نواتج التقطير المتوسطة، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الاميركية انخفاض مخزونات النفط الخام والوقود الأسبوع الماضي مع زيادة نشاط التكرير والطلب على النفط.
إلى ذلك كبحتالانباء الإيجابية بشان احتمالات تقدم المفاوضات مع اليابان، تراجع الأسعار، إضافة إلى إعادة إحياء المفاوضات مع كندا، وسبق ذلك إعلان عن اتفاق تسهيل تصدير المعادن الارضية النادرة بين واشنطن وبكين، وكلها إشارات إلى احتمال اندلاع حرب حمائية تقود الاقتصاد العالمي إلى الركود ما يعني تباطؤ الطلب على النفط.