بيانات أمريكية متناقضة: هل تؤثر على أسعار النفط؟

واصلت بيانات المخزون الأميركية تراجعاتها الحادة، في إشارة جديدة على زيادة الطلب على الخام لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم، ما قد تتفاعل معه أسعار النفط إيجاباً بعد التراجعات الحادة التي منيت بها على وقع تهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
تعزز تلك البيانات توقعات الأسواق بزيادة سحب مخزونات البترول، مع زيادة نشاط المصافي الأميركية، تزامناً وموسم «القيادة الصيفية» في الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب وموجة الحر الخانقة التي ضربت الولايات المتحددة.
تعرضت الولايات المتحد لموجة حر شديدة، والتي سجلت درجات حرارة قياسية مع رطوبة خانقة، متسببة في فوضى بين السكان وحتى الشركات والسلطات، ومهددة بتعطيل الكثير من مظاهر الحياة، والأسوأ أنها تنذر باندلاع حرائق مدمرة قد تقود غلى تعطيل منصات التكرير والحفر.
أكثر من التوقعات
وفقاً لتقرير نشره معهد البترول الأميركي في الساعات الاولى من صباح اليوم الأربعاء، تراجعت مخزونات النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المُنتهي في 20 يونيو بأكثر من التوقعات.
أظهر البيانات الأميركية غير الرسمية انخفاض مخزونات الخام بمقدار 4.3 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات انخفاضها 600 ألف برميل.
في الأسبوع قبل الماضي، ووفقاً للبيانات، ورد في التقرير أن مخزونات النفط الأميركية هبطت بمقدار 10.13 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات انخفاض قدره 600 ألف برميل فقط.
إشارة متضاربة
في غضون ذلك، أظهرت بيانات المعهد ارتفاع مخزونات البنزين 764 ألف برميل خلال نفس الفترة، فيما تراجع مخزون المقطرات -بما يشمل الديزل وزيت التدفئة- بمقدار 1.026 مليون برميل.
تترقب الأسواق الآن صدور البيانات الرسمية للمخزونات اليوم الأربعاء عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وسط توقعات تراجعها 1.2 مليون برميل.
انخفاض البنزين
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأسبوع الماضي إن انخفاض أسعار البنزين والتباطؤ في اعتماد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، رفعا توقعات الطلب على النفط في 2030 بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بالتوقعات السابقة.
تتراجع مساهمة الصين في هذا النمو في ظل تحديات اقتصادية تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تحولها الواسع نحو السيارات الكهربائية، بعد أن ظلت تقود النمو في الطلب العالمي على النفط لعقود.
قالت الوكالة إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم من المقرر أن يصل إلى ذروة استهلاك النفط في 2027، بعد ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية وانتشار السكك الحديدية عالية السرعة والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي.
خسائر حادة
تراجعت أسعار النفط في نهاية تعاملات أمس، مع بدء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ورغم تبادل الطرفين اتهامات بانتهاك الاتفاق والذي يهدد بنقض الاتفاق.
في غضون ذلك، هبطت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس 6% تعادل 4.31 دولار إلى 67.18 دولار للبرميل عند التسوية.
بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم يوليو 6.1% تعادل 4.14 دولار في البرميل إلى 64.37 دولار للبرميل.
نقض الهدنة
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس معرباً عن استيائه بشكل خاص من إسرائيل، داعياً إياها إلى وقف الهجمات على طهران.
في غضون ذلك، تعرض النفط الخام لخسائر تجاوزت 7% أول أمس الاثنين بعد شن إيران هجوماً على قاعدة عسكرية أميركية في قطر، لتتجنب بذلك خيار إغلاق مضيق هرمز التي لوحت به سابقاً.