السعودية تُطلق صندوقاً بقيمة 5 مليارات دولار لتعزيز الأمن الغذائي في دول الخليج العربي.

أعلنت شركة «أرام بالمز» (Aram Palms) القابضة، التي تتخذ من الرياض مقراً لها عن شراكة مع «كورديانت غروب» (Cordiant Group) الكندية لإدارة الأصول، بهدف إطلاق صندوق استثمار مباشر بقيمة 5 مليارات دولار يركّز على الاستثمارات الزراعية في دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن المنتظر أن يحمل الكيان الاستثماري الجديد اسم «كورديانت أرام بالمز ميدل إيست برايفت إيكويتي كومباني» (Cordiant Aram Palms Middle East Private Equity Company)، وذلك بعد إتمام الاتفاق النهائي، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.
وسيركز الكيان الجديد على الاستثمار في المحاصيل الدائمة، التي تُنتج لعدة مواسم بعد زراعتها، وبنية سلاسل التبريد في السعودية والمنطقة، إضافة إلى أسواق عالمية مختارة.
وتشير «سلاسل التبريد» إلى الأنظمة الخاضعة للتحكم بدرجات الحرارة اللازمة لتخزين ونقل وتوزيع المنتجات الطازجة القابلة للتلف مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان واللحوم والمأكولات البحرية.
تهدف الشركة في نهاية المطاف إلى استثمار 10 مليارات دولار بحلول عام 2035، «استناداً إلى نجاح جمع التمويل»، وأن تصبح واحدة من «أكبر عشر شركات للأغذية الطازجة على مستوى العالم»، وفقاً لما قاله الأمير سعود بن عبد العزيز بن عبد الله آل سعود، رئيس مجلس إدارة مجموعة «أرام بالمز» السعودية.
بحسب «منظمة الأغذية والزراعة – الفاو» التابعة للأمم المتحدة، نما قطاع الأغذية الطازجة عالمياً بنسبة 6% سنوياً خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعكس حجم الفرص وأهميتها المتزايدة.
وأكد سيدريك غارنييه-لاندورييه، الشريك الإداري والرئيس التنفيذي لـ«كورديانت»، أن الشركة تسعى إلى «إعادة رسم مسارات تجارة الأغذية من وإلى الخليج»، مشيراً إلى الطبيعة الموسمية لإمدادات الأغذية الطازجة على مستوى العالم، وأضاف: «نريد إيجاد أفضل مسار لكل منتج وبناء منطقة تتمتع بأمن غذائي قوي».
ورغم الجهود المبذولة من دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الاكتفاء الذاتي الزراعي، لا يزال الأمن الغذائي يشكل تحدياً رئيساً، ففي عام 2020، اعتمدت المنطقة على الواردات لتأمين نحو 85% من احتياجاتها الغذائية، وفقاً لـ«وحدة استخبارات الإيكونوميست» (EIU). ورداً على ذلك، جعلت الحكومات الخليجية الأمن الغذائي أحد ركائز خططها للإصلاح الاقتصادي.
وتخصص «رؤية السعودية 2030» نحو 10 مليارات دولار من الاستثمارات الحكومية للقطاع الزراعي المحلي وربطه بسلاسل التوريد العالمية للأغذية، واعتباراً من عام 2023، أعلنت المملكة تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان والتمر والبيض، مع فائض للتصدير، كما نفذت دول خليجية أخرى استثمارات زراعية كبيرة في السنوات الأخيرة.
لكن اعتماد المنطقة على الاستيراد يجعل سلاسل التوريد عرضة للاضطرابات الناتجة عن تغير المناخ ومخاطر التجارة والصراعات الجيوسياسية، بما في ذلك التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، ورغم أن غارنييه-لاندورييه أكد أن هذا النزاع لم يؤثر حتى الآن على تدفق الأغذية إلى المنطقة، إلا أنه شدد على ضرورة الحد من المخاطر، قائلاً: «نريد ضمان عدم وجود نقطة فشل واحدة في سلسلة التوريد».
ويخطط الطرفان لإطلاق صندوقين استثماريين لمدة عشر سنوات، يستهدفان شركات زراعية متوسطة وكبيرة الحجم، ومشاريع تكنولوجيا زراعية، ومشاريع ناشئة (Greenfield)، بقيم استثمارية تتراوح بين 100 مليون دولار إلى مليار دولار.
وتجدر الإشارة إلى أن «كورديانت»، ومقرها مدينة مونتريال الكندية، استحوذ عليها شركاؤها الحاليون في عام 2015 من صندوق معاشات التقاعد لمعلمي أونتاريو.