زيادة مخاطر الحرب: هل سيرتفع سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار قريباً؟

مع القفزات السعرية التي سجلتها أسعار النفط، واحتمال تدخل الولايات المتحدة المباشر في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، ظهرت سيناريوهات رجحت تسجيل أسعار النفط قفزة سعرية كبيرة في الأيام المقبلة إذا ساءت الأوضاع وتعطلت سلاسل الإمداد.
منذ بداية الشهر الجاري ارتفعت أسعار النفط أكثر من 14 دولارا، بعدما قفزت إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر ومحت خسائرها كافة خلال العام، لترتفع بأكثر من 22% في نحو أسبوعين مع اندلاع المواجهات المباشر بين إسرائيل وإيران.
وأثار الصراع الإيراني الإسرائيلي مخاوف من احتمال تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط، وهي منطقة رئيسة منتجة للنفط، ما دفع أسعار الخام إلى الارتفاع وسط تفاعل المتداولين مع تزايد المخاطر الجيوسياسية.
90 دولاراً
في مذكرة بحثية حديثة صدرت أمس الأربعاء قدر بنك «غولدمان ساكس» علاوة المخاطر الجيوسياسية بنحو 10 دولارات للبرميل في أعقاب ارتفاع أسعار برنت إلى 76-77 دولارا للبرميل.
ومع أن التوقع الأساسي للبنك كان انخفاض سعر برنت إلى نحو 60 دولارا للبرميل في الربع الرابع من العام الجاري بافتراض عدم حدوث أي اضطراب في الإمدادات.
كتب خبراء «غولدمان ساكس» إن علاوة العشرة دولارات للبرميل تبدو مبررة في ضوء سيناريو انخفاض الإمدادات الإيرانية وفيه يرتفع برنت قليلا فوق 90 دولارا وكذلك السيناريوهات التالية التي يتأثر فيها إنتاج النفط الإقليمي أو الشحن البحري سلبا.
100 دولار
في الوقت ذاته، توقع «بنك باركليز» أمس الأربعاء ارتفاع أسعار الخام إلى مستويات 85 دولارا للبرميل إذا ما انخفضت الصادرات الإيرانية إلى النصف تقريبا.
كتب خبراء «باركليز» في المذكرة إنه من المرجح أن تتجاوز أسعار النفط مستويات 100 دولار للبرميل في أسوأ السيناريوهات، وهو اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وأبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم في حيرة أمس الأربعاء بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية والصاروخية الإيرانية.
باب المندب
قال خبراء «غولدمان» إن انخفاض تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، بنسبة 45% في عام 2025 مقارنة مع عام 2023 يوضح مدى تأثر الشحن البحري بهجمات الحوثيين المتحالفين مع طهران.
في حين كتب أولي هانسن المحلل لدى «ساكسو بنك» في مذكرة: «تشعر السوق بقلق كبير إزاء اضطراب محتمل في مضيق هرمز، لكن خطر حدوث ذلك ضئيل جدا».
قال هانسن في المذكرة: «لا توجد رغبة في إغلاق المضيق لأن إيران ستخسر ما يعود عليها من إيرادات، في الوقت ذاته تريد الولايات المتحدة تريد أسعار النفط وخفض التضخم».
لفت هانس إلى أنه على الرغم من احتمال حدوث تعطيل للإمدادات إذا أغلق المضيق لفترة، إلا أن هناك دلالات على أن إمدادات النفط ستظل وفيرة وسط توقعات بانخفاض الطلب.
نقص الإمدادات
أوضحت وكالة «فيتش» أن أسعار خام برنت ارتفعت إلى نحو 75 دولاراً للبرميل، من نحو 65 دولاراً للبرميل قبل الصراع، ونتوقع أن تبقى علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط محصورةً عند نحو 5-10 دولارات.
قالت فيتش: «من شأن أي تعطل جوهري في البنية التحتية للإنتاج أو التصدير في إيران أن يزيد الضغط على الأسعار».
بينما قالت وكالة «فيتش» في تقرير: «حتى في حال توقف جميع الصادرات الإيرانية، وهو أمر مستبعد، يمكن تعويضها بطاقة إنتاجية فائضة من منتجي (أوبك+)، والتي تبلغ نحو 5.7 مليون برميل يومياً».
زيادة المخاطر
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران إلى الاستسلام غير المشروط مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس، تزامنا وتزايد انتشار المقاتلات الأميركية في المنطقة.
وفقا لتقارير أميركية، يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجموعة من الخيارات في ما يتعلق بالأزمة العسكرية في الشرق الأوسط، منها توجيه ضربة إلى إيران.
في الوقت ذاته أوضح مسؤولون في إدارة ترامب أن الرئيس يريد ضمان عدم قدرة إيران على تطوير قدراتها النووية بعدما كان يضغط عليها للجلوس والتفاوض على حل دبلوماسي.
إنتاج إيران
يبلغ إنتاج إيران من النفط حاليا نحو 3.3 مليون برميل يوميا، وفقا لبيانات «أوبك»، في حين تصدر طهران أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط والوقود.
وإيران ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
في المقابل فإن من شأن تخفيف العقوبات الأميركية على إيران في إطار أي اتفاق نووي محتمل، أن يتيح تصدير المزيد من النفط الإيراني للأسواق، ما سيؤثر سلباً على أسعار النفط العالمية.