عشرات الضحايا في غزة.. والجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ المجازر ويستعيد جثامين رهينتين من خانيونس

أمد/ غزة: يواصل جيش الاحتلال عدوانه الشامل على قطاع غزة في يومه الـ86 من استئناف العمليات العسكرية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفا عنيفا على مناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع فرض حصار مشدد، تسبب في أزمة إنسانية خانقة وحالة تجويع غير مسبوقة، طالت مئات الآلاف من السكان، وخاصة النازحين.
استشهد 57 شخصا وأصيب 363 آخرون من طالبي المساعدات في غزة بنيران الاحتلال منذ صباح الأربعاء، لترتفع حصيلة ضحايا شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 224 شهيدا وأكثر من 1858 إصابة؛ حسبما أحصت وزارة الصحة في القطاع.
وفي تقرير صادر عن خبراء تابعين للأمم المتحدة، اتُّهمت إسرائيل بارتكاب جريمة ضد الإنسانية تنطوي على “إبادة”، نتيجة استهدافها المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والمواقع الدينية، ضمن “حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية”، حسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأشارت اللجنة الأممية إلى أن إسرائيل دمرت أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات، وأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في غزة، مؤكدة ارتكاب قوات الاحتلال لجرائم حرب تمثّلت في الهجمات المتعمدة على المدنيين، والمرافق التعليمية، والقتل العمد.
في ظل هذا المشهد الدامي، يستمر القصف الإسرائيلي بلا هوادة، تاركا خلفه ضحايا من المدنيين في كل مكان من القطاع، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية، وغياب لأي أفق لوقف العدوان أو تخفيف معاناة السكان.
ارتفاع حصيلة الضحايا
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 3 مواطنين، هم سيدة وطفلان، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي خيمة لعائلة القاضي بمنطقة “الإقليمي” في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتصنف منطقة مواصي خان يونس وفق قوات الاحتلال “منطقة آمنة”.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت في وقت سابق، 4 مواطنين، بينهم طفل، في قصف خيام لنازحين في مخيم طبريا غرب مدينة خان يونس.
استشهد 10 مواطنين، بينهم أطفال، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مناطق وخيام نازحين في خان يونس وغزة.
وأفاد مراسلنا، أن 4 مواطنين استشهدوا، بينهم طفل، وأصيب آخرون، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في مخيم طبريا غرب مدينة خان يونس، نقلوا جميعا لمستشفى الكويت التخصصي الميداني “شفاء فلسطين”.
كما استشهد 3 مواطنين، بينهم طفلان، وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال القطاع.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد 3 مواطنين، وجرح آخرون، بقصف شنته طائرة مسيرة إسرائيلية على محيط برج المدينة قرب دوار أبو صرار.
جيش الاحتلال يعلن انتشال رفات رهينتين إسرائيليتين في قطاع غزة
أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك” استعادا جثتي أسيرين إسرائيليين خلال عملية عسكرية في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في بيان: “أُعيدت إلى البلاد جثتا اثنين من أسرانا، وهما يائير يعقوب، وأسير آخر لم يُسمح بعد بنشر اسمه (وقد تم إبلاغ عائلته)”.
وأضاف أن يعقوب “قُتل وخُطف من كيبوتس نير عوز على يد حركة ‘الجهاد الإسلامي‘ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023”.
وختم نتنياهو بالقول: “لن نرتاح ولن نهدأ حتى نُعيد جميع أسرانا – الأحياء منهم والقتلى”.
ووفقا للتقديرات الرسمية الإسرائيلية، فإن 53 أسيرًا إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، بينهم ما لا يقل عن 20 أسيرًا على قيد الحياة.
وجاء في بيان صادر عن كيبوتس نير عوز أن “الأسير القتيل الثاني الذي أُعيدت جثته إلى جانب يعقوب، هو أيضًا من سكان كيبوتس نير عوز”.
وذكر الكيبوتس أنه قتل واحتجز جثمانه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأضاف أن عائلة القتيل طلبت عدم نشر اسمه في وسائل الإعلام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك، في بيان مشترك، عن تنفيذ عملية في منطقة خانيونس، تم خلالها “استعادة جثتي الأسيرين يائير يعقوب، وأسير آخر لم يُسمح بعد بنشر اسمه”.
وجاء في البيان: “تم اختطاف يائير يعقوب، عضو كيبوتس نير عوز، وقتله على يد عناصر من حركة الجهاد الإسلامي، خلال الهجوم الذي نفذ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023”.
وأضاف البيان أن “زوجته ميراف طال، واثنين من أولاده، أور ويغيل يعقوب، اختطفوا في ذلك اليوم على يد حركة حماس، وأُفرج عنهم لاحقًا ضمن صفقة”.
وأوضح الجيش أن يعقوب كان يبلغ من العمر 59 عامًا، وهو أب لثلاثة أبناء.
وأشار البيان إلى أن “جثة المخطوف الثاني، الذي لم يُعلن اسمه بعد بناءً على طلب عائلته، أعيدت إلى إسرائيل، وقد تم إبلاغ العائلة ومجتمع كيبوتس نير عوز رسميًا بالأمر”.
وبحسب البيان، فإن العملية نُفذت بواسطة قوات من فرقة 36 التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، وبُنيت على معلومات استخبارية دقيقة.
وأضاف البيان أنه “بعد عملية التعرف على الجثتين في المعهد الوطني للطب الشرعي وبالتعاون مع الشرطة، تم تسليم الإخطار الرسمي للعائلات”.
“داخل نفق في خانيونس خلال عملية تمشيط للجيش”
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه تم الحصول على المعلومات الاستخباراتية التي قادت إلى جثتي الأسيرين، عبر تحقيقات الشاباك مع معتقلين من قطاع غزة.
في المقابل، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) أنه “خلال ساعات الظهيرة، وأثناء عمليات تمشيط في منطقة خانيونس، عثر جنود من الفرقة 36 على فتحة نفق”.
وأضافت أن الجنود رصدوا في الموقع “مؤشرات أخرى أثارت الاشتباه بوجود جثامين أسرى داخل النفق”.
وقالت إن “عناصر من وحدة ‘يهلوم‘ وصلت إلى الموقع، حيث دخلوا إلى النفق، وتمكنوا من تحديد مكان الجثث، التي جرى نقلها لاحقًا إلى معهد الطب الشرعي للتعرف عليها”.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن جثة المختطف هي الرابعة خلال هذا الأسبوع، وأشارت إلى وجود “خيط مخابراتي واحد”؛ إذ كانت الجثث جميعها لمختطفين لدى تنظيم الجهاد ، وكانت بداية الخيط معلومات خلال تحقيق مع عنصر تم القبض عليه.
وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأربعاء عن استعادة جثماني أسيرين إسرائيليين من قطاع غزة، وذلك في “عملية معقدة” نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك).
وأوضح كاتس أن الجثمانين يعودان إلى يائير يعقوب، الذي كان قد قُتل واختُطف في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على يد “قتلة من حركة الجهاد الإسلامي”، وجندي آخر قُتل وأُسر ولم يُسمح بعد بنشر اسمه.
وقدم كاتس تعازيه “العميقة” لعائلات الضحايا، وشكر المقاتلين الذين “تصرفوا بشجاعة خلال العملية”.
وأكد وزير الجيش الإسرائيلي مجدداً على التزام بلاده بإعادة جميع المخطوفين، أحياءً وأمواتاً، إلى ديارهم، واصفاً ذلك بـ”مهمة أخلاقية، ووطنية، وقِيَمية”. وقال: “سنواصل العمل بحزم حتى تحقيقها”.
لأول مرة منذ 7 أكتوبر..وزراء في حكومة نتنياهو يطالبون بوققف حرب غزة
بدأت أصوات رفيعة المستوى داخل حكومة الاحتلال الاسرائيي، تُطالب بإنهاء القتال في قطاع غزة، بحسب القناة 12 العبرية، مُعلنةً أن “الضرر السياسي يفوق الفائدة العملياتية” مع كل يوم يمر.
وتأتي التصريحات على خلفية محادثة صعبة جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وخلال هذه المحادثة، طالب ترامب بإنهاء الحرب في غزة، مُعتبراً أن “القتال قد استنفد نفسه” وأن نهايته قد تُمهد الطريق لتقدم في المفاوضات مع إيران والتطبيع مع المملكة العربية السعودية.
ويُمكن تفسير هذا التطور أيضاً بالتقدم الأخير في محادثات صفقة الرهائن، والتي يصفها نتنياهو بأنها “مهمة”، بعد أن أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم “أقرب ضمانة ممكنة” لإنهاء الحرب.
من جهته، قال زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد، إن الحرب في غزة يمكن أن تتوقف على الفور إذا قررت حركة حماس إلقاء سلاحها.
وأضاف لابيد في تصريح يوم الأربعاء: “يمكن إيقاف الحرب غدًا – إذا ما ألقت حماس سلاحها، يمكن حينها التوقف، ولن يموت الأطفال”، متسائلًا: “لماذا لا يطالب العالم حماس بوقف القتال؟”.
ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة يسرائيل اليوم العبرية، عن النسخة المحدثة من “البند الحساس” في المفاوضات مع حماس تمهيدًا لاختراق محتمل المتعلق بإنهاء الحرب، الذي كان حتى الآن محور الخلاف الأساسي بين إسرائيل وحماس، وقد خضع لتعديل جديد يهدف إلى تليين مضمونه، وذلك من أجل تهيئة الطريق أمام موافقة حركة حماس على الصفقة.
– وفقًا للتفاصيل الجديدة، يتضمّن التحديث بندًا ينصّ على التزام من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة ستضمن استمرار المفاوضات طالما أنها تُجرى بـ”نية حسنة” من الطرفين.
– وينصّ البند الجديد على أنه ما دام الرئيس الأميركي، عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، يرى أن المفاوضات تجرى بنوايا صافية من كلا الطرفين، فإن الولايات المتحدة تضمن استمرارها بالتزامن مع وقف إطلاق النار.
– في إسرائيل، يُنظر إلى هذا البند على أنه لا يزال غامضًا بما يكفي لمنح الحكومة مجالًا للمناورة، إلا أن وزراء في المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) أعربوا عن قلقهم من أن المعنى الجوهري للبند هو: إنهاء الحرب بضمانة أميركية.
ونقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله أن: “المقترح القطري الجديد جيد بالنسبة لنا وندرسه بإيجابية. التعديلات الجديدة في معظمها طفيفة وفنية وفي حال تلقي رد إيجابي فإن إسرائيل مستعدة لإرسال وفد إلى قطر فورًا.*