هل لا تزال حماس تُعتبر حركة مقاومة، أم أصبحت مشروعاً مستقلاً عن فلسطين؟

أمد/ في شوارع غزة المدمّرة، بين خيام النزوح، وأصوات الأمهات الثكالى، وأجساد الأطفال الجياع، يتردد سؤال مؤلم، لكنه شرعي وواضح:
ـ هل ما زالت حركة “حماس” تمثل مشروع المقاومة الفلسطينية؟
أم أنها غدت مشروعًا خاصًا، منفصلًا عن الوطن، وعن الشعب، وعن فلسطين؟
منذ انطلاقتها، حملت “حماس” اسم “حركة المقاومة الإسلامية”، دون أن تتضمن اسم “فلسطين” في بنيتها التنظيمية.
فهل كان ذلك مجرد توصيف تنظيمي؟ أم أنه يكشف عن رؤية تتجاوز الحدود الوطنية، وتخضع القرار الفلسطيني لأجندات عابرة للحدود والجغرافيا، وربما للسيادة
تصريحات القيادات تكشف التوجّه الحقيقي
الزهار: “نحن لا نقاتل من أجل فلسطين”
القيادي البارز في الحركة، محمود الزهار، صرّح بوضوح:
ـ “نحن لا نقاتل من أجل فلسطين… نحن نقاتل لإعلاء كلمة الله.”
وفي تصريح آخر قال:
ـ “فلسطين بالنسبة لنا مجرد سواك لتنظيف الأسنان… مشروعنا أكبر منها.”
وفي أرشيف الصور، تظهر له لقطة مع مسؤول في جهاز الموساد في الثمانينات.
فهل فلسطين كانت يومًا أولوية فعلية في مشروع الحركة؟ أم مجرد محطة وظيفية؟
مشعل: “كل شيء تكتيك”
خالد مشعل، الزعيم السابق لحماس، وصف كل ما تقوم به الحركة بأنه “تكتيك”، من الصواريخ إلى التهدئة، إلى الحروب المتكررة.
لكن هل يجوز أن تكون حياة الفلسطينيين مجرد أدوات تكتيكية؟
هل يُختصر دم الشهداء في لعبة سياسة؟
أبو مرزوق: الأنفاق لحماية المقاتلين لا الشعب!
في سلسلة تصريحات مثيرة، قال موسى أبو مرزوق:
ـ “الأنفاق لم تُبنَ لحماية الناس، بل لحماية المقاومة.”
ـ “المدنيون في غزة ليسوا مسؤوليتنا… بل مسؤولية الأمم المتحدة والاحتلال.”
ـ”الغذاء يجب أن يأكله المقاتلون أولًا، ثم المدنيون.”
أي مشروع وطني يُبرر التضحية بالشعب لصالح “التنظيم”؟
غازي حمد
ـ “الشعب الفلسطيني هو رأسمالنا… حتى لو قتل منه 100 ألف، تبقى ورقة قوة بأيدينا.”
ـ “علم فلسطين مجرد خرقة لا قيمة لها.”
الحية: “أموال الحرب لحماس”
خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة، قال:
ـ “أموال الإعمار تعود لحماس لأنها خاضت المعركة.”
فهل دماء الأبرياء أصبحت أصولًا مالية؟
وأين موقع أهلنا في خزاعة والزيتون وجباليا ممن فقدوا كل شيء؟
سامي أبو زهري: “سنُعيد إنتاج الشهداء!”
في تصريح لا يُصدّق، قال:
ـ “البيوت سنعيد بناءها… والشهداء سنُعيد إنتاجهم.”
هل الشهداء “منتج” يمكن إعادة تصنيعه؟
هل هذه نظرة قيادة مسؤولة، أم إدارة لحرب دائمة بلا أفق؟
أسامة حمدان: غزة ليست فلسطين
في محاولة لتبرير الانفصال بين الحركة والواقع الغزي، قال:
ـ “غزة ليست فلسطين… وفلسطين ليست غزة فقط.”
وأضاف:
ـ “الخسائر يجب أن تُقاس في صفوف القيادة والمقاتلين أولًا… ثم المدنيين.”
وهكذا تُصبح دماء المدنيين مجرد رقم ثانوي في قائمة التضحيات!
صالح العاروري: المدنيون يتحملون نتائج 7 أكتوبر
في تصريح يُدين الضحية، قال:
ـ “المدنيون في غزة مسؤولون عن نتائج 7 أكتوبر وما جرى لهم من دمار.”
هل الشعب شريك في القرار؟ أم مجرد رهينة يدفع الثمن؟
فتحي حماد: شعبنا دروع بشرية!
قالها بصراحة:
ـ “النساء والأطفال والشيوخ… هم دروع بشرية لحماية المقاومة.”
هل يُختزل الشعب الفلسطيني في مهمة حماية السلاح؟
مشير المصري: دماؤنا على شواطئ إسطنبول!
قال ساخرًا:
“إذا استشهدنا، فدماؤنا مسكوبة على شواطئ إسطنبول.”
بينما في غزة، الشهداء تُسفك دماؤهم على التراب الحارق والأنقاض!
السلاح… إلى أين؟
في الانقسام الداخلي عام 2007، وُجه سلاح حماس إلى صدور الفلسطينيين، وسقط أكثر من 900 شهيد من أبناء فتح والفصائل الوطنية.
فهل سلاح المقاومة يُوجّه إلى العدو؟ أم يُستخدم لضبط الداخل وترهيبه؟
في ختام يطور مقالي : فلسطين ليست مشروع أحد
نحن أبناء المقاومة، وأبناء فتح، وأبناء الأسر والشتات والمنافي.
نحن لا نُهاجم المقاومة، بل نُدافع عنها من أن تُختطف باسم التنظيم!
نرفض:
أن تُختزل فلسطين في تنظيم واحد.
أن يُدار الوطن بعقلية بيعة وولاء، لا بعقلية دولة وشراكة.
أن يُقتل الناس باسم التكتيك… وتُدفن الحقيقة مع الشهداء.
من يحب فلسطين، فليخدمها لا أن يُجيّرها.
ومن يتحدث باسم المقاومة، فلتكن كرامة الإنسان الفلسطيني في قلب مشروعه، لا على هامشه.
فهل ما زالت حماس مقاومة؟
أم أننا أمام مشروع خرج عن مساره… وتحول إلى سلطة بلا دولة، وتنظيم بلا وطن؟
الجواب في وجع المخيمات،
دماء الأطفال،
أنقاض البيوت،
وذاكرة وطنٍ يتآكل