مجازر وتجويع وحصار: 3 وفيات نتيجة الجوع في آخر 24 ساعة وترتفع الحصيلة إلى 162 شهيداً.

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ666 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ138 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
سجلت مستشفيات قطاع غزة 3 حالات وفاة جديدة بينها طفلان بسبب التجويع وسوء التغذية في آخر 24 ساعة، لترتفع إجمالي عدد ضحايا التجويع إلى 162 شهيدا بينهم 92 طفلا؛ بحسب وزارة الصحة في القطاع التي أكدت أن الأزمة الإنسانية مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، وجددت دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
واستشهد أكثر من 80 شخصا بقطاع غزة، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجمعة، أكثر من نصفهم من طالبي المساعدات؛ بحسب ما أفادت مستشفيات القطاع، ومصادر طبيّة.
وأكّدت “هيومن رايتس ووتش”، أن “الجيش الإسرائيلي المدعوم أميركيا، والمقاولون، وضعوا نظاما عسكريا معيبا لتوزيع المساعدات بغزة”، مؤكدة أنه “تحوّل إلى حمامات دم منتظمة”.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية تفتح النار على الجائعين بانتظام في مواقع توزيع المساعدات المدعومة أميركيا”، مشدّدة على أن “الوضع الإنساني المزري، نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل تجويع المدنيين سلاح حرب”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت جثامين 83 فلسطينياً، و554 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الماضية، جرّاء النيران الإسرائيلية.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن حصيلة الحرب على القطاع ارتفعت إلى 60 ألفاً و332 فلسطينياً وإصابة أكثر من 147 ألفاً و643.
وذكرت الوزارة أن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية جرّاء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية بلغ 53 فلسطينياً وأكثر من 400 إصابة.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 12 مواطنا، مساء يوم الجمعة، عقب استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين من منتظري المساعدات.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 11 شهيداً وأكثر من 50 إصابة إلى مستشفى القدس التابع للجمعية في مدينة غزة، عقب استهداف قوات الاحتلال جموع المواطنين أثناء انتظار شاحنات المساعدات في منطقة النابلسي جنوب غرب غزة.
وفي وقت سابق استشهد ما لا يقل عن 15 مواطنا من منتظري المساعدات قرب مراكز للمساعدات في رفح جنوب قطاع غزة.
استشهد 10 مواطنين، يوم الجمعة، بينهم ثلاثة من منتظري المساعدات في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، وحي الشجاعية بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب أكثر من 30 آخرين برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات بمنطقة الشاكوش شمال مدينة رفح.
كما استشهد 5 مواطنين وأصيب 20 آخرون في قصف الاحتلال لحي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد مواطنين وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، فجر يوم الجمعة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجروح في قصف مسيرة للاحتلال خيام نازحين بمنطقة المواصي غرب خان يونس، كما استشهد مواطنين وأصيب نحو 70 آخرين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال جنوب خان يونس.
وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون بجروح إثر قصف الاحتلال استهدف وسط المدينة.
أما في مدينة غزة، استشهد وأصيب عدد من المواطنين في قصف الاحتلال مبنى في حي الرمال غرب المدينة، كما أصيب عدد من المواطنين إثر قصف منزلا قرب مقبرة الشيخ راضون في المدينة.
الأمم المتحدة: استشهاد 1373 فلسطينيا أثناء انتظارهم المساعدات في غزة
أعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، أن 1373 فلسطينيا استشهدوا منذ 27 أيار/ مايو الماضي، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة.
وأشار بيان صحفي لمكتب المفوضية في فلسطين المحتلة، إلى أن “859 منهم قضوا في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، و514 على طول مسارات قوافل الغذاء”، مضيفا أن “معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف المكتب أنه خلال يومين “بين 30 و31 تموز/ يوليو الماضي، تفيد التقارير عن استشهاد 105 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 680 بجروح على طول طرق القوافل شمال قطاع غزة، ومنطقة جنوب خان يونس، وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية وسط غزة وفي رفح”.
وذكر البيان أن “عمليات إطلاق النار والقصف على الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي تواصلت على طول مسارات القوافل الغذائية وعلى مقربة من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بالرغم من إعلان الجيش في 27 تموز تعليق عملياته العسكرية لساعات محددة لتحسين الاستجابة الإنسانية”.
وكان المكتب أعلن أن معظم الضحايا “يبدو أنهم شبان وأطفال”، مشددا على أن “الضحايا لم يشكلوا أي تهديد للقوات الإسرائيلية أو لأفراد آخرين”.
13 طفلا جريحا ومريضا من غزة يصلون المستشفيات الإسبانية للعلاج
وصلت الى إسبانيا مجموعة تضم 13 طفلا من قطاع غزة، من الجرحى والمرضى، برفقة أفراد من عائلاتهم، لبدء العلاج في المستشفيات الإسبانية.
وجرى نقل الأطفال بواسطة سيارات إسعاف الصليب الأحمر بعد أن أقلتهم طائرة تتبع لسلاح الجو الإسباني من الأردن نحو قاعدة سرقسطة، إلى المراكز الطبية التي ستوفر لهم الرعاية اللازمة في مقاطعات كاتالونيا، وإقليم الباسك، نافارا واستورياس.
وكان في استقبالهم وزيرة الصحة الإسبانية مونيكا غارسيا، إلى جانب قائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى إسبانيا خلدون المصري، ومفوض الحكومة في مقاطعة أراغون فيرناندو بيلتران بيلاسكيس، كما حضر عن الجالية الفلسطينية في أراغون رئيسها ابراهيم عبيات.
وأكدت الوزيرة غارسيا بان “إسبانيا بلد متضامن، يستقبل، يعتني، ولا يدير ظهره للمعاناة، لكننا نعلم أن ذلك لا يكفي، وعلينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك”.
وطالبت “إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية من أجل اجل تقديم الرعاية الطبية الأساسية، والسماح بدخول الغذاء دون اي عوائق، ليتمكن السكان المدنيون من العيش بسلام في دولة فلسطينية تعترف بها بلادنا “.
وأكدت أن “عملية الإجلاء تمت رغم الصعوبات، وإسبانيا تجريها لأن القصف دمر النظام الصحي بالكامل، رغم أن المستشفيات محمية بموجب القانون الدولية”، كما أفادت الوزيرة بأن “أحد الأطفال مريض بالقلب ترافقه والدته مبتورة الساق، جاءوا وحيدين لأن إسرائيل منعت والدهم من مرافقتهم”.
وقالت: إسبانيا تفعل واجبها، استقبال، تقديم الرعاية، وإنقاذ أرواح الفلسطينيين وخاصة في ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضدهم.
من ناحيته، ثمن المصري، دور إسبانيا حكومة وشعبا، معتبراً أنها لا تكتفي بالدعم على المستوى السياسي المتمثل باعترافها بدولة فلسطين وبذل الجهود لتنفيذ حل الدولتين، ولكنها تواكب ذلك على المستوى الإنساني بقيامها بعمليات الإجلاء للأطفال الجرحى. علما أن هذه هي المرة الرابعة التي تقوم المملكة بإجلاء أطفال جرحى ومرضى من قطاع غزة.