مذابح وتجويع وحصار.. عشرات الشهداء والجرحى من اللاجئين في مناطق متفرقة من قطاع غزة

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ665 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ137 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وفي أحدث المجازر، استشهد عشرات الفلسطينيين في قصف على مناطق عدة أبرزها المواصي جنوبي خانيونس، وذلك بعد ساعات من مجزرة مروعة شمال القطاع في منطقة السودانية، حيث ارتقى 51 شهيدًا وأصيب 648 خلال ساعات، أثناء انتظارهم مساعدات على مقربة من معبر زيكيم، ما يكشف عن مواصلة استخدام الجوع كسلاح قاتل.
ومنذ بدء العمل بآلية توزيع المساعدات الأميركية–الإسرائيلية بإشراف “مؤسسة غزة الإنسانية” في 27 أيار/ مايو 2025، استشهد المئات من الفلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إلى شاحنات الإغاثة. وأوضحت وزارة الصحة أن 91 شهيدًا وأكثر من 666 إصابة سُجّلت خلال اليوم الأخير فقط أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، ما يرفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 1,330 شهيدًا و8,818 إصابة، من بين من تمكّنت الطواقم الطبية من الوصول إليهم.
سياسيًا، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل، لمناقشة تطورات الوضع في غزة، في وقت تشير فيه تسريبات إسرائيلية إلى نية حكومة نتنياهو اتخاذ خطوات أكثر تطرفًا، تشمل ضم مناطق داخل غزة وتشديد الحصار لمنع إدخال الغذاء، بهدف الضغط على حركة حماس للقبول باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 60,249، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 147,089، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 111 شهيدا، و820 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9,081 شهيدا، و35,048 إصابة.
وبينت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 91 شهيدا، و666 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,330، والإصابات إلى 8,818.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 3 مواطنين، بينهم سيدة، وأصيب العشرات بجروح، في قصف واستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمواطنين في مدينتي غزة وخان يونس.
وقالت مصادر محلية، إن مواطنة على الأقل استشهدت، وأصيب العشرات بينهم أطفال، باستهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في جباليا البلد شمال مدينة غزة.
كما استشهد مواطن عقب إصابته بنيران طائرة إسرائيلية مسيرة، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأفاد مصدر في مجمع الشفاء الطبي، بوصول شهيد، وعدة إصابات في قصف الاحتلال على حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
استشهد 4 مواطنين، يوم الخميس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات الشاكوش شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وكان 15 مواطنا استشهدوا وأصيب 65 آخرون جُلهم من الأطفال جراء استهداف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية، بارتفاع حصيلة الشهداء من منتظري المساعدات ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,320 شهيدا، وأكثر من 8,818 مصابا.
أفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، يوم الخميس، بوفاة شاب من مدينة رفح، بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة.
وكانت مصادر طبية، قد أعلنت الأربعاء، استشهاد 7 مواطنين بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154، من بينهم 89 طفلا.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق إسرائيل منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
استشهد يوم الخميس، 20 مواطنا بينهم 15 من منتظري المساعدات، جراء استهداف الاحتلال لهم في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن خمسة مواطنين استشهدوا جراء استهداف مسيرة للاحتلال خيمة قرب مخيم حياة غربي مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن 15 مواطنا استشهدوا وأصيب 65 آخرون جُلهم من الأطفال جراء استهداف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
استشهد، يوم الخميس، 12 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، جراء استمرار قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين بينهم عائلة مكونة من الأب والأم وطفليهما، جراء قصف طائرة مسيرة للاحتلال خيمة وسط مدينة دير البلح، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وأضافت أن طواقم الإسعاف انتشلت ثلاثة شهداء و4 مصابين جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة السلفيتي في عمارة ابو الحصين في جباليا شمال مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
وأشارت إلى أن ثلاثة مواطنين بينهم طفلان استشهدوا جراء قصف مسيرة للاحتلال خياما للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، وجرى نقلهم إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة باتجاه مئات المواطنين، الذين تجمعوا عند نقطة توزيع مساعدات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح مختلفة.
وكالات أممية: غزة على شفا المجاعة
حذرت وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني من أن قطاع غزة على شفا المجاعة، استنادا إلى أحدث معلومات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
وأشارت إلى أن 96% من الأسر التي تم استطلاعها خلال الأسبوعين الأولين من تموز/يوليو عانت من مستويات متوسطة إلى عالية من انعدام الأمن المائي – بزيادة 3% مقارنة بشهر حزيران/يونيو.
جاء ذلك في آخر تحديث بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، اليوم الخميس.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن “المجاعة” في غزة من صنع الإنسان بالكامل.
وشددت، على ضرورة السماح للأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، بأداء عملها حتى تصل المساعدات بأمان إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، بما في ذلك مليون طفل جائع.
وأكدت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة الأونروا جولييت توما، أن إيصال المساعدات عبر الطرق البرية، هي الطريقة الأكثر أمانا وسرعة، وتحفظ كرامة الإنسان.
وقالت إن الأمم المتحدة – بما فيها الأونروا – تمكنت من إدخال ما بين 500 إلى 600 شاحنة بشكل يومي خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام.
بدوره، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت قصفها الجوي والبري والبحري المكثف على قطاع غزة، خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عمليات برية متواصلة.
ووفقا للمصادر الطبية، فقد استشهد 640 مواطنا وجُرح 3224 آخرون في الفترة من 23 إلى 30 تموز/يوليو. وبلغ إجمالي عدد الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر ما لا يقل عن 60,138 مواطنا، بالإضافة إلى إصابة 146,269 آخرين.
ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، أفادت منظمة الصحة العالمية بإجلاء 7,460 مريضا وجريحا من القطاع من بينهم 5,160 طفلا لتلقي العلاج في الخارج.
مفاوضات وقف إطلاق النار
اجتمع رئيس وزراء حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، يوم الخميس لما يقرب من ثلاث ساعات. وأفاد مصدر إسرائيلي لـقناة ” i24NEWS” العبرية، أن جزءًا من الاجتماع كان خاصًا، وجزءًا آخر كان اجتماعًا موسعًا بمشاركة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ومسؤولين كبار آخرين.
وفي نهاية الاجتماع المطول، أفاد المصدر ، أن إسرائيل والإدارة الأمريكية تُنسّقان بشأن الخطوات التالية المتعلقة بالتحرك ضد حماس واستمرار المفاوضات. وقال مصدر إسرائيلي: “واشنطن والقدس”.
وأشار، تشعر إسرائيل بالتشاؤم من احتمالية أن تُبرز حماس قوتها وتعود إلى طاولة المفاوضات. وقال مصدر إسرائيلي: “حماس قطعت الاتصالات. لا توجد مفاوضات حقيقية معهم”.
وأضاف المصدر الإسرائيلي، أن هناك شعورًا بأن المحادثات على وشك الانفجار. يبدو أن توسيع العملية العسكرية في غزة أمرٌ حتمي.
يوم الجمعة، سيصل المبعوث ويتكوف للاطلاع على عمل المراكز الإنسانية في قطاع غزة. وصرح مصدر إسرائيلي لـ i24NEWS: “سيضمن ويتكوف القضاء على الجوع والموت جوعا”.